فرانسوا ضاهر

الأربعاء ٢٤ تموز ٢٠٢٤ - 20:07

المصدر: صوت لبنان

في التصويب التاريخي

إن الصحفيين المنتمين الذين يتنكرون لانجازات المقاومة اللبنانية ويهدفون، من خلال المقابلات التي يجرونها مع قيادييها وأركانها ورجالاتها السابقين، الى تشويه دورها وتحجيمه وتهميشه وتحميله المسؤوليات والأخطاء وترسيمه بالصراعات الداخلية على السلطة بين فصائلها وأحزابها، قد تغافلوا وأغفلوا أن الأرضية الجغرافية السيّدة والحرة التي ارتكز عليها حكم الحكومة الانتقالية بقيادة العماد ميشال عون منذ ١٩٨٨/٩/٢٢ قد تمّ تحريرها وحمايتها وصونها على يد سياسي ورجالات وشهداء هذه المقاومة تحديداً وحصراً.

وإن تلك الحكومة هي التي قامت بتبديد هذه الأرضية وهدمها على رأس شعوبها وسلّمتها في ١٩٩٠/١٠/١٣ الى الوصاية السورية، نتيجة خوضها ثلاث حروب عبثيّة بدون أن يكون لها أي صلاحية او تفويض دستوري او حتى أي مشروعية شعبية بخوضها. مع ما استتبعته تلك الوصاية من وضع يدها على لبنان بكافة مؤسساته الدستورية حتى تحريره منها بالقرار الأممي ١٥٥٩ في ٢٠٠٥/٤/٣٠.

وإن القيادة الحكومية ذاتها هي التي هرولت لإعادة وضع ذاتها وبلدها، ولأهداف سلطويّة بحتة، تحت الوصاية الايرانية هذه المرة بإتفاق مار ميخائيل في ٢٠٠٦/٢/٦. الأمر الذي مكّن الدولة الاسلامية في إيران من أن تنتهك السيادة الوطنية للبنان وتستبيحها بواسطة ذراعها اللبنانية الذي هو حزب الله. ما إستجرّ على هذا البلد حرب تموز ٢٠٠٦ وحالياً حرب غزة منذ ٢٠٢٣/١٠/٨. بحيث تمّ إقحامه في الصراع الوجودي لدولة إسرائيل بمواجهة المشروع الإيراني الذي يرمي الى إزالتها عن الخريطة الكونية متلبّساً عباءة القضية الفلسطينية، والذي يهدف بالتوازي الى تعزيز نفوذه في المنطقة العربية من خلال دعم وتثبيت وتوسعة نفوذ الشعوب التي تنتمي الى الطائفة الشيعية في تلك الدول المُعتبرة واقعةً ضمن دائرة ذلك المشروع الذي تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران.

فإقتضى التذكير والتصويب والإيضاح والتوقف عن الاستصراح المفخّخ.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها