المصدر: صوت لبنان
قلوب اللبنانيين على الوطن وقلوب السياسيين على الثروات والصفقات
كل العالم قلبه على لبنان وشعبه المنكوب، وقلوب سياسييه على جيوبهم ومصالحهم أولاً وأخيراً!
الرئيس الفرنسي جاء إلى بيروت مرتين خلال أقل من شهر، وراهن برصيده وبسمعة بلاده، وأطلق المبادرة الإنقاذية الشهيرة، لإخراج لبنان من دائرة الحصار والعقوبات، وإعادة فتح أبواب المساعدات، مقابل تشكيل «حكومة مهمة» تُطلق ورشة الإصلاحات الأساسية في الكهرباء والقطاع المصرفي، ومكافحة الفساد.
لم يتورع الطاقم السياسي عن التلاعب بالمبادرة، وتعريض رئيسها لمواقف مُحرجة، عبر مناورات أنانية، لا تُقيم للتعهدات وزناً، ولا تحفظ للوعود عهداً، الأمر الذي اضطره إلى اعتبار ما تعرضت له جهوده ومساعيه إلى «خيانة جماعية» من الأطراف السياسية اللبنانية.
والمُعيب أن إلحاح باريس المستمر بتسريع ولادة الحكومة العتيدة، كان يُقابل من أهل القرار بالمزيد من التسويف والمماطلة، سواء في التأخير في تحديد موعد الاستشارات الإلزامية، ثم في التأجيل المفاجئ من الأسبوع الماضي إلى الأسبوع الحالي.
الموفد الأميركي دايفيد هيل أكد في جولته، قبل أسابيع، على القيادات السياسية والحزبية على ضرورة الإسراع في تأليف حكومة قادرة على التعاطي مع المجتمع الدولي، عشية بدء مفاوضات الحدود الجنوبية.
وكذلك كان لسان حال زميله دايفيد شنكر الذي التقى معظم القيادات السياسية الأسبوع الماضي، وكان الملف الحكومي البند الأول في محادثاته مع الجميع، ولكن وقبل أن يُغادر شنكر بيروت، صدر قرار تأجيل الاستشارات النيابية أسبوعاً كاملاً!
الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو برئيس الجمهورية، كان عنوانه الأساس تسهيل وتسريع الولادة الحكومية، حتى يتمكن لبنان من التعامل بجدية مع المساعدات الموعودة لإخراجه من أزماته الحالية، ودعم خطة إعمار ما دمره الانفجار الزلزالي في مرفأ بيروت.
ورغم تعدد المشاهد الدولية المماثلة، وفي مقدمتها التصريحات والتغريدات شبه اليومية لممثل الأمين للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، ما زال أهل السياسة يناورون ويتصارعون، ويُبشرون بأن التكليف غداً، ولكن التأليف يبقى في يوم آخر، وقد يحصل يوماً ما قبل نهاية العام الحالي!
ماذا نقول عن منظومة فاسدة قلبها على ثرواتها وصفقاتها، وقلوب اللبنانيين تحترق على وطن يكادوا أن يفقدوه!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها