المصدر: صوت لبنان
لإسقاط هذه المنظومة الفاسدة
العتمة تلف البلد، البطالة تتفشى في مختلف المناطق، الكورونا تنتشر بوتيرة مخيفة، الليرة تتدحرج والدولار يُحلّق، الأسعار تلتهب ولقمة العيش تختفي، والأوضاع العامة تتهاوى، ولم يبقَ أمام هذا الشعب المعذب غير النزول إلى الشارع وتفجير غضبهم وسخطهم، والثورة على المنظومة السياسية الفاسدة والفاشلة.
سنة وأربعة أشهر مضت على إندلاع إنتفاضة ١٧ تشرين، سبعة أشهر مضت على الإنفجار الزلزالي في المرفأ الذي دمّر نصف العاصمة، والطبقة السياسية ما زالت تتلهى في صراعاتها وتسابقاتها على نهب الدولة، وسياسة المكابرة والإنكار هي التي تتحكم في مواقف أهل السلطة، على طريقة الذين يعتبرون البصق في وجوههم كالمطر الذي ينهمر على رؤوسهم!
البلد بلا سلطة قادرة على إدارة الأزمة، وتدبير شؤون البلاد والعباد، الحكومة المستقيلة نفضت يدها من التداعيات المتلاحقة في دوامة المحنة المتفاقمة، لترد على ما إعتبره رئيسها غدراً من حلفائه الذين سحبوا البساط من تحت كراسي الحكم، لتكون الحكومة كبش محرقة لإنفجار المرفأ.
مصير الحكومة العتيدة ما زال أسير المواقف المتصلبة والمناورات الفارغة، سعياً وراء ثلث معطل من هنا، وحقيبة وزارية من هناك، في الوقت الذي يتلوى فيه اللبنانيون في نيران جهنم النكبة التي بشّر بها رئيس الجمهورية قبل أشهر من وقوعها، بعد إستحالة تشكيل الحكومة الإنقاذية الموعودة.
العالم كله ينتظر ولادة الحكومة وإطلاق ورشة الإصلاحات، تمهيداً لفتح أبواب المساعدات المالية الفورية، والعمل على وقف الإنحدار المستمر منذ أكثر من سنة، وبدء المعالجات الجدية للأسباب والمسببات التي أدت إلى هذا الإنهيار المالي المريع.
لكن أهل السلطة لا يهمهم العمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأن الأولوية عندهم هي المصالح الأنانية، والحسابات الحزبية، والحفاظ على مواقع النفوذ والتسلط والإستئثار، والإمساك برقاب هذا الشعب الطيّب.
ولكن يبدو أن حكامنا لم يدركوا بعد حكمة التاريخ التي تقول أن الحكام إلى زوال ولكن الشعوب والأوطان هي الباقية!
شرارة الأمس تعلن أن الثورة إستعادت وهجها وزخمها، وهي مستمرة حتى سقوط هذه المنظومة الفاسدة.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها