المصدر: صوت لبنان
ماذا ينفع بقاء الحاكم في منصبه
خلص الحكي..، وإنتهى زمن الكلام والتنظير والوعود العرقوبية..، ولكن أهل الحكم يُكابرون ويتنكرون للواقع الكارثي الذي يتلوى به البلد، ويجعل من الأبرياء والفقراء ضحايا العناد المسيطر على مواقع القرار الرسمي.
مرة أخرى، كنا نتوقع صحوة ضمير الحاكم في أحلام اليقظة بعد فاجعة عكار المأساوية، ويتم تسريع الولادة الحكومية في إجتماعات ماراتونية على مدار الساعة، لأن كل ساعة تأخير في تأليف الحكومة، تؤدي إلى وقوع كارثة جديدة، وإلى حصول أزمة مستجدة، على حد ما ورد في بيان السفيرة الأميركية في بعبدا إثر اللقاء المتوتر مع رئيس الجمهورية.
إنحلال مفاصل الدولة، وفقدان السيطرة على المرافق العامة، ووصول حالات التفلت إلى مستوى إقتحام محطات التحويل الكهربائية في أكثر من منطقة، وإعتماد منطق العنف والسلاح في حسم الخلافات السخيفة على محطات البنزين، وتحول خزانات الإحتكار والتهريب للمازوت إلى إنفجارات مدمرة للبشر، وإحتمال إنقطاع خدمات الخليوي والأنترنيت بعد العتمة الظلماء المهيمنة على البلد،.. كل هذه الوقائع الدراماتيكية لم تهز ضمير الحاكم، ولم يرف جفن المسؤول، ولم تدفع مسؤولية السياسي إلى البحث عن الحلول، وتقديم التنازلات عن الأنانيات والمكاسب الشخصية والفئوية من أجل إنقاذ ما تبقى من مقومات الوطن، وإستمرار الدولة.
لا ندري ماذا ينفع المسؤول في حالة الإنهيارات المتلاحقة للبلد، وبعد مسلسل الكوارث التي توالت على اللبنانيين، وخاصة الإنفجار الزلزالي في المرفأ، ومأساة الأمس في عكار، وتحول وطن الإشعاع والنور إلى بلد العتمة والظلام، وفقدان الرغيف والدواء، وإهتزاز النظام التربوي، والمعاناة التي تلف المدارس والجامعات، ومخاطر توقف المستشفيات..؟
هل يبقى ثمة مبرر للمحاصصات السلطوية، أم للحقائب الوزارية، أو حتى للقرارات الرسمية؟
المشكلة أن السلطة أسيرة أوهام وأحلام اليقظة، والناس تعيش كوابيس التلظي بأودية جهنم، وما تحمله من كوارث تتعاظم إنهياراتها يوماً بعد يوم!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها