المصدر: صوت لبنان
مع لبنان، ممنوع الغلط
نحنا والليرة جيران. هي مظلومة وكذلك نحن. هي مسحوقة وكذلك نحن. هي مرذولة وكذلك نحن. هي مخذولة وكذلك نحن. هي معزولة وكذلك نحن.
كما تخلوا عنك، تخلوا عنّا. كما جلدوك، جلدونا. بدل أن يكونوا حماتك، كانوا قوّادك. استخدموك متعة لمصالحهم. وظفوك كالبغايا في دعارة الدولار. كيف نأتمن لهم وهم يحاضرون عن السيادة بعدما تخلوا عن أحد شعائرها: الأرزة واستبدلوها بنبتة تبغ. وتخلوا عن أحد رموزها: الليرة واستبدلوها بالدولار وهربوه الى خارج لبنان.
وتخلوا عن علّة وجودهم السياسي: المواطن واستبدلوه بنوعية أخرى من صنف الرعايا والزبائن.
فليستقم هذا الشعب، كل الشعب، في خط أحادي مستقيم، وليحاسب من هرّب أمواله، ومن تخلى عن عملته، واعتنق العمالة، ولنمنعه من أن يحاضر فينا بالعفة والأخلاق والسيادة والوطنية.
ممنوع بعد اليوم أن تكون هارباً وتحاضر فينا بالشجاعة. أو متهرباً وتحاضر في الانتظام. أو مهرّباً وتحاضر في التكليف.
ممنوع بعد اليوم أن تكون سلطة وتصبح ثورة وتعود الى الاولى اذا لم تناسبك الثانية. أو أن تمارس رياضة الرجلين، في البور وفي الفلاحة. معادلة لم تعد قائمة.
ممنوع أن تكون لبنانياً بالهوية، وغريباً في الهوى.
ممنوع أن تنصبّ على بلدك، ممنوع أن تنصب له شركاً وأن تكون شريكاً في الوطن.
مع لبنان، ممنوع الغلط. هذا ما يجب أن يكون.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها