المصدر: صوت لبنان
مَسيحيّون على الهويّة..!!؟؟
وبعد،،، أبحث في المعاجم والقواميس عن كلمات تعبّر عمّا يختلج أعماق قلبي الحزين تجاه ما آلت إليها الأمور في وطني، أبحث في كتب الفلسفة وعلم النفس لأحاول سَبر غَور نفسيّات وتركيبة شخصيّة بعض السياسيّين خصوصاً المسيحيّين منهم ولست في وارد الدخول في طوائف أخرى. للأسف لم أعتاد الحديث بشكل ديني ومذهبي ولكن!؟ بعد الشغور في رئاسة الجمهوريّة وحاكميّة مصرف لبنان، تلك المراكز” مسيحيّة الوظيفة ” وهذه تركيبة البلد النتِنَة والعَفنة للأسف منذ تأسيس لبنان الحبيب. بعد هذين الشغورين نحن مقبلون على شغور في قيادة الجيش، لأن بعض المسؤولين الذين يدّعون المسيحيّة لا يأبهون ولا يعرفون ولا يدرون أو يدرون لا أعرف، يمعنون في ضرب الدولة ومقوّماتها بمعاونة البعض من الطرف الآخر، ولا أتردّد أن أقول عن قصد، لأنهم مُرتهنون، أنانيّون، فريسيّون، يهوذيّون، بيلاطسيّون، متكبّرون، متشاوفون، متطاوسون، متعجرفون، ” ألسبت عندكم أهّم من الإنسان “.
أنتم يا سادة من أنتم؟ هل أنتم مسيحيّون عن حق وتعيشونها وتطبّقونها في تفاصيل يوميّاتكم؟ أسألكم هذا لأن الإنجيل هو كتاب حياة بكل ما للكلمة من معنى، ولست في وارد الدخول في سَرد الأمثال التي أعطاها حبيبنا يسوع لتلاميذه والجموع والتي إن طبّقنا مضامينها وعشناها في عُمق تفاصيل حياتنا، لَكُنّا اليوم في المدينة الفاضلة والمثاليّة، وكنّا كمسيحيّين قدوة للآخرين في التعاضد والتكافل والتضامن والمحبّة، تلك الوصيّة الأكبر التي تركها لنا “أحبّوا بعضكم بعضاً “. للأسف كثيرون منكم هم مسيحيّون على الهويّة لذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه ونخسر المركز بعد الآخر في الدولة من أجل أنانيّتكم ومصالحكم الشخصيّة ومآربكم ….. قليل من التواضع وعدم التكابر والتشاوف، قليل من الإنسحاق وتكريس المراكز والكراسي من أجل الخدمة العامة. حاولوا تطبيق مقولته بالحّد الأدنى “كبير القَوم خادمهم” و “إن الله يُكابِر المتكابرين ويُنعِم على المتواضعين”. وتصبحون على رئاسة جمهوريّة وحاكميّة مصرف لبنان وقيادة الجيش، عشتم وعاش لبنان محكوماً، مرتهناً، مكبّلاً، سجيناً، أسيراً ومذلولاً، وكل ذلك بفضل تكابركم وقصر نظركم.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها