المصدر: صوت لبنان
أحمد الحاج في روايته الجديدة: “التاسع من أغسطس 1924”
إلى القلم الحر، والفكر المستنير، والوجدان المشغول بحب الوطن والحقيقة… إلى الدكتور أحمد الحاج، الإعلامي القدير والروائي المبدع، الذي اختار أن يسبر أغوار التاريخ السوداني لا من موقع الرضا، بل من مقام المراجعة والنقد العميق، منشدًا الحقيقة لا المجد، ومستلهمًا من وجع الماضي طريقًا للوعي والبصيرة.
لقد جعل الدكتور أحمد الحاج من الرواية منبرًا فكريًا، ومن الكلمة أداة حفر في الذاكرة الجمعية، كاشفًا المسكوت عنه، ومضيئًا تلك الزوايا التي طمرها التزييف أو الإهمال. ففي نصوصه، لا نقرأ التاريخ كأحداث متسلسلة، بل كصرخة متكررة في وجه الظلم، وكمحاولة لاستعادة صوت الهامش وكرامة المهمّشين.
وإذ يجمع بين عمق الأكاديمي وبصيرة الأديب، وبين خبرة الإعلامي وصدق المؤرخ، فقد كان في حضوره الثقافي صوتًا عاليًا للوعي، ورمزًا للإخلاص للمعرفة، في زمن كثرت فيه الأصوات وقلّت فيه الرؤى.
سلام على قلم الدكتور أحمد الحاج، ما دام ينطق بالحق، ويحاور التراث دون تقديس، ويكتب السودان كما هو، لا كما يُراد له أن يُكتب.
فليبقَ اسمه، بإذن الله، علامة مضيئة في سماء الفكر السوداني، ومنارة لمن أراد أن يفهم التاريخ لا ليبكيه، بل ليصوغه من جديد.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها