play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات)

جورج يزبك

الأربعاء ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 08:58

المصدر: صوت لبنان

أربع عشرة بندقية

في العاشر من تشرين الثاني ١٩٧٦، دخل الجيش السوري الى بيروت باسم قوات الردع العربية إنفاذاً لقرارات مؤتمري الرياض والقاهرة. وكان الرئيس الياس سركيس قد طالب بتأليف قوات الردع العربية لوضع حدّ للمواجهات المسلحة بين الفلسطينيين والحركة الوطنية من جهة وحزب الكتائب وقوى الجبهة اللبنانية من جهة مقابلة، وللسهر على تطبيق انفاقية القاهرة، على أن تكون بأمرة السلطات اللبنانية. طالب ياسر عرفات ومعه مصر بأن تكون قوات الردع تحت أمرة الجامعة العربية، فأصر سركيس ومعه عبد الحليم خدام على أن تكون بأمرة لبنان، وهكذا كان. ثم طالب عرفات بعودة الفلسطينيين الى مخيمي تل الزعتر وجسر الباشا، فاعترض سركيس وقال لعرفات لو ان الدولة اللبنانية طلبت منك العودة الى المخيمين الواقعين في عمق المنطقة المسيحية لوجب عليك أن ترفض. واقترح سركيس وضع عقار بتصرف منظمة التحرير كبديل عن المخيمين.
أما آخر طلبات عرفات فكان اعتراضَه على عدد قوات الردع العربية التي حددتها القمة بثلاثين ألف جندي من مختلف الجنسيات العربية، واقترح عرفات تنزيل العدد الى أربعة عشر ألفاً وقال أمام القمة: إن الجيش اللبناني في ذروته لم يكن يضمّ أكثر من أربعة عشر ألف عسكري. فردّ سركيس بأن الجيش كان أربعة عشر ألفاً يوم كان في لبنان أربع عشرة بندقية، وفهم عرفات الرسالة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها