أزمة انترا (١)

بعد سنتين على ولاية الرئيس شارل حلو، وتحديداً في الخامس عشر من تشرين الأول 1966 توقف “بنك إنترا” في بيروت عن دفع الأموال للمودعين، وفي الثاني عشر من تشرين الثاني من العام نفسه، عزا ابراهيم بيدس أمين سر مجلس إدارة البنك السبب إلى ارتفاع الفوائد العالمية، والى مؤامرتين: مؤامرة السحب” و”مؤامرة” المصرف المركزي، وقال: ما لم يتمكن البنك من التحسب له هو هذا الهجوم المفاجىء بقصد سحب الودائع منه، إذ أن شائعات مغرضة اشتركت بها عناصر مختلفة متعددة كانت تحرّض الناس على سحب ودائعهم حتى اضطر البنك الى أن يدفع في شهر واحد مبلغ مئة وإثني عشر مليون ليرة، وكان البنك يأمل بالحصول من البنك المركزي على سيولة تتناسب مع قيمة الأسهم والسندات التي يملكها فحصل فقط على خمسة عشر مليون ليرة. كما اتهمّ بيدس عبدالله اليافي رئيس وزراء لبنان الأسبق بالإشتراك في هذه المؤامرة لأنه رفض إعطاءه قرضاً من المصرف.
لكن نجيب صالحة الذي تولى رئاسة مجلس إدارة “إنترا” بعد فرار المؤسس ابراهيم بيدس ناقض ما أدلى به الأخير عن “مؤامرة السحب النقدي”، واعتبر أن عملية السحب عادية وسببها الشائعات وحدها وليس ثمة شيء مدبر، لكنه ألقى باللائمة على البنك المركزي. وللبحث صلة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها