play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٧ أيلول ٢٠٢١ - 07:57

المصدر: صوت لبنان

أطال الله بعمره…

يحاول المحقق العدلي طارق البيطار أن يغيّر المعادلة التي يقول عنها جوناثان راندل: لا تعاقب من تجب معاقبته، بل من تستطيع. ويحاول أهل السلطة أن يطووا صفحة انفجار المرفأ والتعامل معه كما كان يحدث سابقاً في عمليات الاغتيال السياسي وكأنها وفاة أو حادث سير أو قضاء وقدر، وغالباً ما يشارك الفاعل في مجالس العزاء وإلا في الإستنكار، ويصحو الجميع في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن.

لا، شيء ما تغيّر هذه المرة. فالقاتل قاتل، والقتيل قتيل، وانتهى زمن رضي القتيل ولم يرض القاتل. لا شيء ما يجب أن يتغيّر. يجب الانتهاء من جمهورية الجنازات ونعوش الضحايا التي توحدنا أمام الأموات لحظة الدفن، وتفرقنا أمام حقوق الأحياء قبل الدفن وبعده. لا شيء ما يجب أن يتغيّر فلا نبقى في جمهورية التقليد والتأبيد. ضحكنا على ديمقراطية مصر التي أنتجت حسني وسوزان مبارك طوال ربع قرن، من العام ١٩٨١لغاية تنحيته عام ٢٠١١، وضحكنا على ديمقراطية تونس التي لم تعرف سوى زين العابدين وليلى الطرابلسي، من العام ١٩٨٧ لغاية عام ٢٠١١، فما بالكم بديمقراطية لبنان التي صنمّت منذ ثلاثين عاماً رئيساً وحيداً لمجلس النواب وكأنه قدر لا مفرّ منه. حتى البطريرك والمفتي يتقاعدان لدى بلوغهما السن القانونية. في قاموس الأستاذ، وطالما الدستور يسمح، لا شيء اسمه رئيس سابق، أطال الله بعمره.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها