play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ١٩ شباط ٢٠٢٤ - 09:15

المصدر: صوت لبنان

أمن إيران من لا أمن لبنان

استهلّ وزير خارجية إيران عبد الحسين عبد اللهيان، زيارته الأخيرة، بإتحافنا من أرض المطار، أن أمن لبنان من أمن إيران. لا نشك في أن “الأمن” عموماً في لبنان، هو من أولويات إيران. لأنه خط الدفاع الأول عنها.
ان مثل هذه التصريحات غير المرحب بها من اللبنانيين، لأن المتحدث ليس مسؤولاً لبنانياً كي يضمن أمن لبنان. وإن أردنا الربط حقاً بين أمني البلدين، فالأحرى ان نقول: إن “لا – أمن” لبنان هو الضامن لأمن إيران. تماماً كما العراق. فإيران ترد على ضربات إسرائيل في طهران بضرب الأكراد في العراق.
الموضوع هنا يتعدّى الخطابات الدعائية، ويتعلق بالوقائع، في الإقليم كما في لبنان، قبل غزة وبعدها.
كانت إيران قد صرّحت مراراً انها تحتل 4 عواصم عربية، أولها بيروت. لكنها تراجعت الآن عن هذه التصريحات، كما تراجعت عن شعاراتها بتحرير القدس والقضاء على إسرائيل بسبع دقائق ونصف.
فحالما وصلت حاملات الطائرات الأميركية، فكت ايران ارتباطها بعملية طوفان الأقصى، وتنصلت من وعودها لحماس. ولا تمل من تكرار انها لا تريد الحرب مع أميركا. لكنها لا تمانع ان يفتح وكيلها اللبناني، أي حزب الله، بفتح جبهة الجنوب وربط مصير لبنان بمصير غزة، تحت شعار “المساندة”. كذلك فعلت الميليشيات الأخرى في العواصم المحتلة، لحفظ ماء وجه وحدة الساحات.
حزب الله أطلق صواريخه في 8 أكتوبر، تحت شعار مساندة غزة، وتشتيت قوى الجيش الإسرائيلي.
وبعد ان بينت الوقائع ان هذا التدخل لم يمنع الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، ولا أوقف هدمها لتهجير أهلها، تغيّرت ذرائع التدخل، من مساندة غزة فقط، الى وقاية اللبنانيين من حرب إسرائيلية قادمة بعد ان تنتهي الحرب على غزة. استبق الحرب بافتعال حرب، تحت عنوان الشماعة الجديدة “المصلحة الوطنية” على غرار تحرير مزارع شبعا.
فما هي المصلحة الوطنية، بعشرات القتلى، وتهديم مئات المنازل (يقدرها البعض بالآلاف)، وتهجير آلاف الجنوبيين (يقدرهم البعض بأكثر من مئة ألف). كما في خسارة الاقتصاد لملايين الدولارات. عدا عن خسائر الحزب الله لنخبة مقاتليه وتفجير بناه التحتية. إنها حرب تصاعدية بالتجزئة.
فنتنياهو استغل الفرصة لينتقم ويحفظ رأسه. إسرائيل تهدد الآن العاصمة.
حزب الله عالق الآن، يتحمل الخسائر الفادحة، ويضع لبنان على كف عفريت، مقابل ماذا؟
أولاً: يسمح لإيران باستغلال نفوذها في لبنان، كي تفاوض اميركا. فسلاح الحزب الذي يهدد إسرائيل، تستغله إيران في الدفاع عن نفسها. فلقد سبق ان صرّح مسؤوليها بأن أي اعتداء على إيران سوف ترد عليه من لبنان.
وقد أكد الوزير الإيراني ذلك، بقوله بأن ايران تتفاوض مع اميركا، حول لبنان وسائر دوائر نفوذها. وأنها لا تريد التصعيد، ولكنها لا تمنعه على ما يبدو. فما يهمّ ايران هو إخراج أميركا وتثبيت نفوذها في المنطقة واعتراف اميركا بهذا النفوذ.
الأمر الثاني، ان حزب الله في الوضع الحالي، وهو قد حلّ محل الدولة، بموافقة الحكومة ورئيسها. وأصبح محور اتصالات الدول في مقترحاتها ومفاوضاتها. فلماذا سيغامر ويخسر موقعه؟
المشكلة انها مغامرة. فالحزب يراهن على وقف الحرب في غزة. وهذا ما يبدو ان نتنياهو يرفضه. فماذا لو لم تتوقف هذه الحرب قريباً؟
إذن أليس لا – أمن لبنان هو الضامن لأمن إيران؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها