play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات)

جورج يزبك

الأربعاء ٧ حزيران ٢٠٢٣ - 13:56

المصدر: صوت لبنان

أمن المجتمع المسيحي

كانت سوريا وإسرائيل تتناوبان على عرقلة مسيرة عهد الرئيس أمين الجميّل وغالباً ما توكلان المهمة الى حلفائهما، سوريا الى أمل والاشتراكي وح ز ب ا ل ل ه وإسرائيل الى القوات اللبنانية. ولم تغفر تل أبيب للجميّل قراره بإلغاء اتفاق ١٧ أيار واقفال مكتبيْن لإسرائيل في الضبيه وطبرجا والطلب من القوات اللبنانية إقفال مكتبها في القدس.
انتفاضة القوات وسلاحها وعديدها جعلها تتخذ قرارات عسكرية دائماً تحت شعار “أمن المجتمع المسيحي”. وفي هذا الإطار، أرسل قائدا الانتفاضة سمير جعجع وايلي حبيقة مقاتلين الى شرق صيدا بحجة حماية المسيحيين في المنطقة، فحاصرتهم الميليشيات المدعومة من سوريا. في ٢٦ نيسان ١٩٨٥، وبانسحاب إسرائيل من إقليم الخروب وشرق صيدا، اضطرت “القوات اللبنانية” الى اجلاء مقاتليها، فاجتاح مقاتلو “أمل” والاشتراكي المنطقة ما خلفّ عشرات القتلى وهجّر ١٥ ألف مسيحي من المنطقتين.
لم تكف أمين الجميّل سوريا وحلفاؤها، فاكتمل حصار الشرعية بالقوات المسيحية. فكانت التهديدات تأتي حيناً من هذا الفريق وأحياناً من الفريق الآخر. وكان
يوم ٢٩ أيار ١٩٨٥ يوماً غير عادي في ذاكرة الرئيس أمين الجميّل. يومها كان ضيفه على مائدة الغداء في قصر بعبدا وزير الخارجية الليبي علي عبد السلام التريكي ناقلاً رسالة من العقيد معمر القذافي تتعلق بحرب المخيمات. استهدف القصر الجمهوري بوابل من القذائف انفجرت إحداها في البهو الملاصق لقاعة الطعام. نجا الرجلان بأعجوبة. لاحقاً وعلى هامش اجتماعات المنظمة الدولية في نيويورك، أسرّ التريكي بأن القذائف التي كادت أن تقتلهما هي هبة قدمتها ليبيا الى حلفاء سوريا في لبنان.

غدًا، جميل السيّد ضابط المخابرات النشيط والجريء.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها