play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الخميس ٣٠ حزيران ٢٠٢٢ - 11:28

المصدر: صوت لبنان

أوراق ميقاتي في التأليف

بدا الرئيس المكلف في وضع أقوى من وضع رئيس الجمهورية لامتلاكه اوراقاً غير متوفرة للرئيس عون. الورقة الاولى اعتماد عنصر المباغتة بحيث كان ميقاتي الرابع اسرع رئيس مكلف في التأليف في جمهورية ما بعد الطائف بحيث قدّم مسودته خلال اقل من ٢٤ ساعة من انتهاء استشارات التأليف النيابية.
الورقة الثانية تتمثل بجمع ميقاتي الصفتين، رئيس مكلف ورئيس حكومة تصريف أعمال، يفقد احداها في انتهاء الولاية الرئاسية، لكنه يبقى رئيس حكومة تصريف اعمال. أما رئيس الجمهورية فيملك صفة واحدة يفقدها حكماً في الحادي والثلاثين من تشرين الاول المقبل. وبالتالي، يصبح عون خارج القصر، ليبقى معه فقط لقب الفخامة، بينما يبقى ميقاتي في السراي حضورياً وفي بعبدا والسراي دستورياً مع حكومته لممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة في حال خلو سدة الرئاسة سنداً للمادة 62 من الدستور.
الورقة الثالثة، يعرف رئيس الجمهورية أن ميقاتي لن يعطي في اي تركيبة حكومية التيار الوطني أكثر مما كان له في الحكومة المستقيلة، بل أخذ منه وزارة الطاقة التي يتمسك بها التيار ليسندها الى سنّي، وأخذ من السنّة وزارة الاقتصاد ليسندها الى أرمني. ولتحصين المداورة ومنع حصرها ارتوذكسياً وسنياً، وضع ميقاتي على مسودته تعديلات شملت بعض الوزراء مثل المال والصناعة والمهجرين، مع إبقاء المال في عهدة الشيعة.
الورقة الرابعة القوية التي يتسلح بها ميقاتي موافقة خصوم العهد والتيار على التشكيلة وتحديداً الرئيس بري الذي بقيت معه حقيبة المال بشخص ياسين حابر، والتقدمي والقوات الممتنعين أصلاً عن المشاركة، اضافة الى إسناد وزارة الصناعة الى درزي. وفي التشكيلة محاولة ايجاد شرخ بين تكتل لبنان القوي والطاشناق، فاستفاد ميقاتي من تسمية الطاشناق له واعلان الحزب مشاركته في الحكومة بخلاف التكتل، فأسند اليه حقيبة أساسية هي الاقتصاد.

الورقة الخامسة أن ميقاتي أرسى عرفاً جديداً كرّس حق الرئيس المكلف بالتأليف دون اطلاع رئيس الجمهورية على حصيلة مشاوراته مع النواب والكتل النيابية كما جرت العادة.
يبقى السجال حول من سرّب المغلف الأبيض الذي حمله ميقاتي الى بعبدا وكتبه بخط يده؟ الناس يشكرون الجهة المسرِبة، ولا داعي للنفي، فمن حق العامة أن تعرف ما يدور في كواليس السياسة، ومن يريد حكومة ومن لا يريدها.
بناء على كل هذه الاوراق، ولأن ميقاتي سيتقدم بحكومة آخر العهد تجعل حصة عون والتيار فيها اقل من الحصة الموجودة في الحكومة الحالية، ولأن عون يفتش عن حراس للقصر بعد انتهاء ولايته لحماية مكتسبات التيار بغيابه، فالحكومة الوحيدة التي تلبي مطالب عون ولا تزعج ميقاتي في آخر النهار هي حكومة تصريف الاعمال.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها