المصدر: صوت لبنان
…أيضاً يخطئون
ليس مطلوباً أن يكون البطريرك مزاراً، يُزار ولا يزور، لكن ليس مقبولاً أن يكون عابر سبيل بين عين التينة والسراي وبعبدا، بل زائر فوق العادة. وليس مسموحاً أن يُفهم الكلام البطريركي على غير حقيقته، وإذا أخطأ البطريرك في التعبير، والبطاركة يخطئون كمرشدي الجمهورية والمفتين والأئمة، فالرجوع عن الخطأ فضيلة. يقولون إن ساكن عين التينة الذي بدأ البطريرك جولته من مقره، استفاد كثيراً من الزيارة التي حمته في معركة تغيير المحقق العدلي.فصار معه الى أهل الشيعة، المفتي السني والبطريرك الماروني. ويقولون إن البطريرك تبنى نظرية رئيس المجلس بفصل التحقيق في انفجار المرفأ، على أساس أن الPPE أو السياسيين أصحاب ربطات العنق هم أولاد ست ويحاكمون أمام المجلس الأعلى للرؤساء والوزراء، ويبقى القاضي بيطار محققاً عدلياً أدنى يتولى شؤون النزلاء العاديين أولاد الجارية. عذراً، لكن لا الرئيس بري استاذ في قانون الجزاء وفي أصول التحقيق، ولا البطريرك مقبول أن يتولى التسويق أو أن يقبل بالتفريق. ولا يقبل “البكركاويون” أن يتحمل الصرح ورمزيته أي تقليم لأظافر المحقق العدلي، أو انتقاص من صلاحياته، أو تدخل في التحقيق. ما لم يفعله وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى احتراماً لقاعدة “القاضي سيّد ملفه”، وما لم يفعله مجلس الوزراء عملاً بمبدأ فصل السلطات، ليس مقبولاً أن يفعله توافق المرجعيات السياسية والروحية في البلاد. إن بكركي نيابة عامة في قضايا الوطن، وليست مأمور تنفيذ لدى أي كان. ما هذا كان قصد البطريرك. فلا تحّملوا الزيارات أكثر مما تحتمل. ولا تقوّلوا البطريرك ما لم يقله. ومن صلىّ في المرفأ، هل يكفر في بعبدا وعين التينة والسراي؟ وخطأ الشاطر بألف.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها