جورج يزبك

الجمعة ٩ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 07:23

المصدر: صوت لبنان

أين الموارنة؟

على مسافة اسبوع من الاستشارات النيابية، أعاد الرئيس سعد الحريري خلط الاوراق الحكومية من خلال المواقف التي اطلقها وبعضها كان بمثابة التذكير بوحوده السياسي المتفوق في الشارع السني، ما يعني التالي:
اولاً اعلان الحريري ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة على اساس المبادرة الفرنسية مع حل مسبق لوزارة المال الباقية لوزير شيعي لمرة غير نهائية.
ثانياً استفادته من ترشيح الرئيس نجيب ميقاتي له من دون ان يكون الحريري ملزماً بالتقسيمات الحكومية التي ارساها ميقاتي في اقتراحه.
ثالثاً ارضاء السعودية وأميركا بالهجوم ولو الناعم على جبهتين: على حزب الله، وقوله انه يمثل وأمل مشروعاً سياسياً مرتبطاً بالخارج. وعلى رئيس التيار جبران باسيل من خلال اتهامه بتفشيل العهد.
رابعاً تحييد رئيس الجمهورية ما يسمح بالتعايش بين الرجلين خلال سنتين من عمر العهد الباقي.
خامساً طمأنة الحريري عون وباسيل نسبياً من خلال اطلاق سهامه الناعمة بوجه خصميهما وليد جنبلاط وسمير جعجع، ولكن من دون الرجوع عن قراره بأن باسيل سيبقى خارج حكومته.
يبقى ان ربط الحريري النزاع مع السراي لم يأت فقط من المواقف السياسية التي اطلقها بل ايضاً من محاولته التقرب من حراك الشارع وطلب القرب من الثورة والابتعاد عن الأحزاب الأخرى سواء أمل وحزب الله، أو حلفائه السابقين القوات والتقدمي، وقد عمد الى تسميتهم بالاسم، وأيضاً من خلال العيارات النارية التي الهبت الشارع السني الذي وكأنه يقول لمن يعنيهم الامر: الحريري مرشح أهل السنّة وقادرون على فرضه بقوة السلاح كما تفرضون بالسلاح وزارة المال للشيعة.
أين الموارنة من كل ما يحدث؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها