play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الخميس ٢٥ آب ٢٠٢٢ - 08:12

المصدر: صوت لبنان

أي سياسة خارجية مستقلة للاتحاد الاوروبي؟

منذ النهضة وحتى أواسط القرن العشرين، عُرفت أوروبا بسياسة الانتداب ونشر مفهوم الدولة-الأمة والديمقراطية والرأسمالية. واعتباراً من النصف الثاني من القرن العشرين، وضعت أوروبا حداً لسياسة الانتداب وعملت على توحيد دولها متفوقة على الفوارق المدنية والدينية للدول المؤسسة للاتحاد الاوروبي.

لكن الى أي حدّ نجح الاتحاد في رسم سياسة خارجية فاعلة ومؤثرة اسوة بنجاحه في قيام التعاون بين أعضائه على المستوى الداخلي؟

الجواب ملتبس لأن الاتحاد حتى تاريخه لم يرق الى انتهاج سياسة مستقلة، خاصة وأن الحرب الروسية على اوكرانيا راكمت توحيد الموقف الاوروبي وراء الموقف الاميركي.

لكن قبل ذلك، لم ينجح الاتحاد في فرض قيمه وسياسته وبدا عاجزاً عن وضع حدّ لعمليات الاضطهاد والتطهير العرقي في البوسنة والهرسك خلال النزاعات في يوغوسلافيا السابقة، كما والانقسام في الموقف الاوروبي من الحرب في العراق عام 2003.

ان الاتحاد الاوروبي لم ينجح حتى الآن في إرساء سياسة خارجية فاعلة ومؤثرة رغم المحاولات المتعددة بينها برنامج فوشيه Plan Fouchet في عهد الجنرال ديغول في بداية الستينات الذي هدف في حينه الى تأمين تعاون الدول الاوروبية خاصة في موضوع السياسة الخارجية.

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي David Mc Allister لم يخف الفشل في ارساء سياسة خارجية فاعلة للاتحاد الا أنه راهن على المستقبل القريب:

Mc Allister…

“في السنوات الخمس المقبلة يجب أن يصبح الاتحاد الاوروبي اكثر فعالية في السياسة الخارجية وهذا يقتضي التنسيق مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد وتفعيل الاتحاد الدفاعي للدول الاعضاء، وتعديل آليات العمل. وبرأيي الشخصي يجب الانتقال الى التصويت باكثرية موصوفة على مواد السياسات الخارجية بما يحول دون أن تمارس دولة واحدة حق النقض وتوقف أي قرار. كما والعمل على قيام مجلس أمن اوروبي انطلاقاً من مقترح ألماني بهذا المعنى”.

في أي حال، يجب البدء بازالة الحذر الفرنسي الالماني وتنقية العلاقات بالكامل بين الدول الأعضاء المؤثرة خاصة وأن أثقال الحرب العالمية الثانية تراجعت من دون أن تختفي، يكفي التذكير بمشروع CED أو Commission Europeenne de Defense الذي نوقش عام 1945-1950 بناء على مبادرة فرنسية لمراقبة اعادة التسلح الالماني، رغم أن مجلس النواب الفرنسي عدل عن اقرار المشروع.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها