play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الجمعة ٢٦ آب ٢٠٢٢ - 08:39

المصدر: صوت لبنان

أي قوة عسكرية فاعلة للاتحاد الأوروبي؟

لا شك في أن قيام الاتحاد الاوروبي أرسى تعاوناً غير مسبوق بين الدول الاعضاء، ورغم حالات التنافس، رسم الاتحاد ثباتاً في العلاقات واستقراراً في الحدود الجغرافية بين الدول. لا هنغاريا تطمح للسيطرة على اقليم ترانسيلفانيا أو القلب التاريخي لجارتها رومانيا، ولا ايطاليا طامعة بشواطىء كرواتيا وسلوفينيا. بل ان الاتحاد أرسى سياسة الجوار الاوروبي أو (PEV) Politique Europeenne de Voisinage، وتترجم هذه السياسة بمساهمة الاتحاد في البنى التحتية والمساعدات التقنية للدول الحدودية مثل دول القوقاز الجنوبي ودول الحوض الجنوبي للمتوسط. لكن اذا نجح الاتحاد في ضمان امنه الداخلي، الا انه فشل في وقف النزاعات والحروب على ابوابه، وحرب أوكرانيا المثل الأقرب، وقبلها حروب البلقان ويوغوسلافيا السابقة وناغورنو كاراباخ بين ارمينيا واذربيجان.

ولعل السبب في هذا الفشل يعود الى ثقافة السلم التي يعتنقها الاتحاد الاوروبي، بالتوازي مع عدم امتلاكه عسكرياً سوى قوة ناعمة Soft Power مقابل قوة اقتصادية هائلة تتمثل بالعقوبات كسلاح يعمد الاتحاد الى استخدامه لدى الحاجة.

وللدلالة على القوة العسكرية الناعمة للاتحاد، أجريت هذه المقارنة بين القوة الأميركية الممثلة بالنسر، والروسية الممثلة بالدب، والصينية الممثلة بالتنين، وقوة الاتحاد الاوروبي الذي بدا الباندا أفضل ما يرمز اليها كحيوان صديق وخفيف الظل.

كيف يمكن اذاً تحويل الاتحاد الاوروبي من حائط مبكى وكنيسة مدنية للدعاء والتمني والصلاة الى قوة ردع اوروبية تستفيد من القوة الاقتصادية التي يتمتع بها الاتحاد؟

الجواب قد يكون من خلال المشروع الفرنسي القاضي بانشاء قوة عسكرية اوروبية ركيزتها سيبة فرنسية-ألمانية-ايطالية، وذلك بعدما أخفقت العقوبات الاقتصادية الاوروبية على روسيا عام 2014 بعد ضمّ شبه جزيرة القرم، عن تحقيق أهدافها الرادعة، وبعد محدودية أثر العقوبات الحالية على موسكو على خلفية حربها على اوكرانيا. ولا تفي بالغرض لوحدها معاهدة PESCO أو Permanent Structured Cooperation الموقعة عام 2017 والتي تنص على التعاون بين الدول الاعضاء، بما يجعل السياسة الامنية والدفاعية الاوروبية رادعة، وبما يحاكي في مكان ما أهداف حلف شمال الأطلسي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها