المصدر: صوت لبنان
إثراء ورثاء
المليار اورو هو اتفاق قاهرة جديد، لكن في المال، وبدل الكوفية، برازق. فلنسمه اتفاق بروكسيل، أو اتفاق ال ٢٧ على واحد، ٢٧ دولة أوروبية من كبيرها الى صغيرها خائفة ليس على لبنان الصغير من حجم النازحين الكبير، بل خائفة من لبنان وما فيه، أقول وما فيه وليس من فيه لأن الدول تتعامل مع لبنان والقاطنين فيه على طريقة الكم، كم سعرهم لنضمن بقاءهم، كم كلفتهم لنتقي شرهم، كم يساوي المسؤولون في لبنان لنشتري سكوتهم وقبولهم.
عندما تكون هذه الدول خائفة من هذا المنتج المعدّ للتصدير فهذا اعتراف أوروبي بأن هؤلاء النازحين قنبلة موقوتة، قادرون على تغيير الجغرافيا والديموغرافيا، وعلى ضرب البشر بالحجر، أكيد بين النازحين أوادم، لكن بينهم أيضاً زعران، أكيد بين النازحين أولاد عيل، لكن بينهم أيضاً مجرمون وقتلة وسارقون.
كثرت الاتفاقات في لبنان وتعددت التسميات ولبنان يعود القهقرى. فشلت مصر والدول العربية في نكبة ال ٦٧ فدفعّت لبنان الثمن في اتفاق القاهرة عام ٦٩.
وفشلت الدول الأوروبية في ايجاد حل لمعضلة النازحين فدفعّت لبنان الثمن باتفاق بروكسيل. في ال ٦٩، لبنان قبض من العرب، وفي ٢٠٢٤ لبنان يقبض من الغرب. الإثراء لهم والرثاء للدولة والشعب.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها