الأديب جورج مغامس

الجمعة ١٢ آذار ٢٠٢١ - 18:25

المصدر: صوت لبنان

إجا البابا إجا البابا

بعدَ كلِّ الّذي كانَ

وكانَ فصلًا من فصولِ الإباداتِ

وما تلاهُ وعَصَف

فلا أهلٌ ولا أثر

خرابٌ يباب

ودماءٌ مُشَلشَلةٌ

من مَقام عُدَيّ إلى مَقام يَحيى

ومن الطّاهرةِ الكبرى إلى سيّدةِ النّجاةِ،

بعد هذا الّذي كانَ 

وكم بَعدُ كانَ من فظائعِ داعش

ڤَيروسِ الشّياطينِ

إجا البابا إجا البابا

نطق اللسانُ بما به القلبُ فاضَ!

إجا البابا 

كأنْ هي الرّوحُ انشقّت

تماهى بلهجتِها

مشهدٌ من عيدِ الشّعانينِ

لهفةٌ وغبطة

إجا البابا 

فاللقاءُ التأم

بالدّمعِ الذّاهلِ بالزّغاريدِ

وزهرٍ طوّقَ الجِيدَ وقبّلَ القدم

عروقُ العراقِ بُسُطُ الدَّحنونِ*

تفتّحَ

ونخيلٌ رافلٌ

شبَّ اشرأبَّ

خميلةٌ

من ليالي ألفِ ليلةٍ وليلةٍ

وما بذهبٍ

صاغَ مأمونٌ للحكمةِ بيتا

وما بقياسٍ

ساقَ مَناطقةٌ صَرفًا ونَحوا

اجتهدوا

حرّروا الفكرَ مَذهبوا الفقهَ..

*شقائقُ النّعمان

خميلةٌ بلى

من كوفةِ المتنبّي وبصرةِ الجاحظِ

من نجفٍ على النّهجِ سارَ

 والفؤادُ هوًى في كربلاءِ الحسينِ

ومن..

من توما وتِدّاوسَ مرّا بالبشارةِ

عَنصَرتْ قانونَ إشنونةَ قانونَ حمورابي

وشريعةَ إبراهيمَ أبي الأممِ…

اللهَ اللهَ يا عراقُ

يا بلادَ الرّافدينِ

وما على الضّفافِ من الحضاراتِ

وما عمرُ قالَ:

جمجمةُ العربِ وكنزُ الرّجالِ

رمحُ اللهِ في الأرضِ

فاطمئنّوا

إنّ رمحَ اللهِ لا ينكسرُ!

إجا البابا إجا البابا 

مسيحيّونَ إزْديّونَ صابئة

قِلَلٌ تقلّلتْ

جذورٌ

ودونَها الفروعُ أيدي سَبأ..

فإذا الشّمسُ والمطر

واليدُ الرّاعية

وجهٌ كفجرٍ

وصوتٌ يعزّي يرجّي 

يعيدُ لأبوابِ الغدِ المفاتيحَ…

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها