play icon pause icon
عبـاس الحلبـي

عباس الحلبي

الأثنين ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢١ - 10:34

المصدر: صوت لبنان

إلى متى؟

من ربطوا الاستحقاقات اللبنانية لاسيما تشكيل الحكومة بالعشرين من كانون الثاني موعد تسلم الرئيس بايدن الرئاسة الاميركية اصيبوا بخيبة امل جراء الوهم بذكر تأليف الحكومة في خطاب التنصيب، كما راهنوا وروجوا وبرروا التأخير وان المفاوضات مع إيران ستبدأ وان المنطقة مقبلة على عصر جديد مختلف عن عصر العقوبات والحصار والضغوط فغاب يا لخيبتهم كل الخارج عن الخطاب. 

فإلى متى رهن البلد وتأخير التشكيل ونحن نرى يوميا انهيارات تسابق انهيارات.

الناس محاصرة في بيوتها وعن حق لكبح جماح الاعداد الهائلة من المصابين الذين يدفعون اثمان انصياع الدولة لرغبة البعض في عدم تغيير عادات السهر في فترة الاعياد. ولتمكين شريحة تحتفل بالاعياد فقد اوقعوا البلد في كارثة صحية ستؤدي إلى مزيد من الوفيات والمرضى المستشفين هذا فضلا عن الضغوط التي يتعرض لها القطاعان الطبي والتمريضي وبالتالي إلى تحميل المستشفيات ما لا طاقة لها على تحمله في ظل الظروف الاقتصادية والمالية السائدة.

لم تلقَ مناشدات البطريرك الماروني  للآن الصدى المطلوب لفك العناد والافراج عن الحكومة . صحيح ان تشكيل الحكومة هو المدخل للمعالجة ولكن ينبغي الا نمني النفس انه اذا نجحت المساعي في اخراج التوليفة الحكومية بان لبنان اصبح على طريق المعافاة.

فالعالم من حولنا كشف عورة مسؤولينا وفقد الثقة بهم وباعمالهم وهو لن يقدم اي مساعدة اذا لم تسارع الحكومة بعد التشكيل في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالاصلاحات في كل القطاعات لاسيما في الكهرباء ومصرف لبنان ووقف التهريب والفساد وضبط المعابر واستعادة السيادة وهذه جميعها عصية على المعالجة من قبل من سببها وكان وراء افلاس البلد وتضييع اموال اللبنانيين ورهن السيادة بارتباطات اقليمية ضاعت معها المصلحة الوطنية. 

فاذا كان السلاح مقدساً والارتباط بإيران مقدساً والمقاومة الاسلامية مقدسة والقيمون على قيادتها في موقع القداسة كيف لبلد متنوع كلبنان ان يعالج قضايا تمس ببناء الدولة وسيادتها وكيانها وما معنى ضيق الصدر اذا ابدى صحافيٌ مرموق رأياً مغايراً يُخونُ ويُكفرُ ويُشتمُ وهو لم يقل الا ما يقوله اللبنانييون في سرهم واحياناً في العلن.

انه السؤال المصيري الذي يجب على اللبنانيين ان يتفقوا بشأنه وإلا لا فائدة من حكومة ولا من سياسة ترتجى. 

الحوار لا يجري على منصات الاعلام ولا يوجد اي موضوع يهم اللبنانيين خارج الحوار. فمنذ بدء ثورة 17 تشرين حفلت الشاشات بوجوه مغمورة تحدثت عنها بعناوين الناشطين والقيادات ثم وقعت ازمة المصارف فكثر الخبراء الاقتصاديون الذين حرموا اللبنانيين من النوم بالقلق على اموالهم ثم وقعت العقوبات فكثر العارفون بالسياسات الاميركية يبشرونا باللوائح والاجراءات العقابية ثم حلت الجائحة التي يصرف بعض الاطباء الوقت على الشاشات اكثر من الوقت المخصص لمعالجة مرضاهم وقليلهم يعطي النصائح المفيدة لوقف الاجتهادات الشخصية.

الحوار له مواقعه هذا اذا اردنا الوصول إلى نتيجة تنقذ البلد لا على الشاشات. فإين هي مواقعه التي لم تعد موجودة في بلد الحوار بحيث بات مقطوعا إلا في السجالات.

اعان الله اللبنانيين على تحمل مصائب الحكام.

 ولكن إلى متى؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها