سمير سكاف

الأثنين ٢٦ نيسان ٢٠٢١ - 08:48

المصدر: صوت لبنان

إنحدار مأساوي للمزارع اللبناني بين أداء السلطة والقرار السعودي!

يجتاز لبنان حالياً مرحلة مأساوية جديدة من التغييرات الاجتماعية الجذرية تصيب المزارع اللبناني وسكان الريف عامة، بعيداً وبمعزل عن القرار السعودي بوقف الاستيراد. فما لا يعرفه العالم وابن المدينة من اللبنانيين أن المعاناة طالت الكثير من سكان الريف برفع الدعم عن “العلف”، وخاصة بارتفاع مذهل لأسعاره! وذلك، مع الاحتفاظ بالدعم في حالتين حصريتين هما امتلاك بقرة حلوب أو امتلاك عدد كبير جداً من الدواجن! ما يعني إن سعر كيس العلف للأبقار والأغنام والماعز والدواجن وصل الى مستويات غلاء خيالية تضطر المزارع الصغير، والعائلة الريفية الى الاستغناء عن مورد طعام أساسي لها من لحوم وأجبان وألبان وبيض… أو مورد رزق ببيع المنتجات التي تساهم في النذر اليسير والهام جداً من صمودها واستمرارها في الحياة! فالمزارع وسكان الريف يتعرضون للتخلي عن مقومات استقلالهم الصغيرة عن أحكام سلطة فاسدة سرقت مقدراتهم. وها هي اليوم تغتالهم في لقمة عيشهم. فالفلاح لم يعد مكفياً، ولم يعد بالتأكيد سلطاناً لا ظاهراً ولا مخفياً. وهو ينهار في منزله بعيداً عن ضجيج الاعلام المتلهي بالخلافات السياسية العقيمة بين فاسدين!

يُضاف الى كل ذلك مستجدات القرار السعودي بوقف الاستيراد من لبنان، الذي، وإن دل على شيء، فهو تأكيد سعودي، عربي، على إدانة الأداء الكارثي لطبقة سياسية لبنانية نجحت بتغييب “الدولة”! والكل يعلم دور المملكة بمساعدة لبنان، وان اختلف معها اليوم حزب الله وبعض من حلفائه. ولكن القرار الاقتصادي، على أهميته، يجب أن يشكل محطة لبنانية لتغيير الأداء في إدارة البلاد. أما الانعكاس المباشر للقرار السعودي المعطوف على تفلت أسعار العلف فهو كارثي على المزارع وعلى سكان الريف!

من جهة أخرى، فإن أكذوبة الدعم، غير الموجود، والمستمرة (!)، والتي يتمّ فيها “مدّ يد” الدولة على جيوب اللبنانيين وعلى ما تبقى من نسبة 15% الباقية من أموالهم، بعد سرقة 85% من ودائعهم، فهي ستتعرض للترشيد! فالدعم الأكذوبة لا يمكن الاستغناء عنه، لعدم التسريع بالانهيار التام، وبانتظار أعجوبة ما، حتى ذلك الحين!

خطوات انحدارية جديدة. صرخات استغاثية جديدة. انهيار لبناني اضافي. والشعب… ينتظر! ينتظر ماذا؟!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها