play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٨ آب ٢٠٢٣ - 09:46

المصدر: صوت لبنان

إنها آخر الدنيا

استوقفني في ٤ آب أنه في الذكرى الثالثة عاد العمل الى المرفأ، وهذا أمر جيد، وعاد النبض الى بيروت، وهذا أمر ممتاز، وعادت الحركة الى طبيعتها في المحيط المتضرر، أبنية، مستشفيات، مدارس… والحياة تستمر، وهذا أمر مفهوم ومعلوم. لكن مسألة واحدة بقيت متوقفة، متعثرة، مشلولة بإرادة سياسية وإدارة قضائية، التحقيق. دخل المدعى عليهم دائرة الشهرة بدل أن ينزلوا في لائحة التشهير naming and shaming ويدخلوا قفص الاتهام. أعيد انتخابهم نواباً ومشرعّين وتعيينهم مستشارين ومهندسي انتخابات وواضعي استراتيجيات، بدل الحجر عليهم احترازياً على الأقل من قبل مرجعياتهم حفظاً لقليل من الدماثة واحترام الذات والشعور نظرياً بوجع الغير. في ٤ آب ٢٠٢٣، قاضي التحقيق العدلي موقوف عن العمل، خاضع هو للتحقيق، ممنوع من السفر، وتقولون قضاء وعدل. قاضي تحقيق مدعى عليه، ومدعى عليهم يسرحون ويمرحون في أنحاء الجمهورية، يعبثون ويلهون في أرجاء الدولة، ضحايا في القبور وموجوعون من الفجور والدولة لا يرّف لها جفن. إنها آخر الدنيا.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها