play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٨ شباط ٢٠٢٢ - 09:05

المصدر: صوت لبنان

إنهم جوارح

قبل الموازنة، شلحّت المصارف بالتحالف مع المصرف الأول المودعين أموالهم. مع الموازنة تعرّي الدولة المواطنين من آخر رداء على جسدهم، وآخر حذاء في قدمهم، وآخر دواء لشفائهم، وآخر خواء في معدتهم. لو كان شعب لما بقيت هذه الدولة. بعد الصفقات والسرقات والتهريبات، يأتي دور الاصلاحات. والمشكلة ان المصلح سارق سابق، وسارق مفترض في أي لحظة يتسنى له الأمر. انه سارق في التوقيت اللبناني، ومصلح في التوقيت الدولي. وحتى اشعار آخر، ما زال لبنان ماشياً على التوقيت المحلي. شوهوا مفهوم المصلح الذي غالباً ما يحظى بثلثي النصيب من الضربات على جانبيه. فصار مصلحهم منظرّاً في توزيع الخسائر، بينما أمواله في الخارج. وصار اصلاحهم يمرّ على بطون الأطفال الذين يغفون جائعين وينهضون معدمين. اذا كان رؤساء حكومات مصرفيين، فلا غرابة في تحميلهم المودعين الخسائر. واذا كان سياسيون رأسماليين، فلا ضير عندهم في تكبيد أصحاب الحسابات الصغيرة هيركاتات كبيرة. إنهم وحوش كاسرة كانت فالتة في برية الدولة تنهش من مواردها، فصارت ترعى في اسطبل الودائع الخاصة وتسرق من طريق الأطفال حليبهم، ومن جنى عمر الكبار أموالهم. باقون كما هم، مفترشين حيث توجد صفقة، ومفترسين حيث توجد أرباح، حتى من الخسائر رابحون. باقون على تربيتهم ولن يصبحوا حتى حيوانات أليفة. إنهم جوارح.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها