play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٢ شباط ٢٠٢٢ - 09:25

المصدر: صوت لبنان

إني أتّهم


إني أتهم المسؤولين مجتمعين ومنفردين، من يقسم منهم اليمين ومن لا يقسم، بالنكث بالقسم، وبالاخلال بالوظيفة. فكل على دينه حلف بالله العظيم لا بالشيطان الرجيم.
اتهم رئيس الجمهورية الذي أقسم اليمين على دولة واحدة لا دولتين، وجيش واحد لا جيشين، وسلاح واحد لا سلاحين. أتهم الرؤساء والوزراء والنواب الذين يفترض أنهم أقسموا على مَسيرَة وطن صُنِعت في لبنان، لا على مُسَيَرات صنعت في ضاحية من لبنان. أقسموا على تصدير الذكاء اللبناني، لا على استيراد الصواريخ الذكية. أقسموا على أن تقوم المئة ألف ليرة، لا أن يقيم على أرض لبنان مئة ألف صاروخ غبي أو ذكي. وعدتم بالانتقال من الحسن الى الاحسن، لا أن يقوم قرض حسن، ولا أن يتنّقل حسّان بحرية وينقل معه دعوة مفتوحة لسياحة تدميرية تأتي على ما تبقى من بنىً، اذا بقي أي منها.
إني اتهم رئيس المجلس بجرم معاداة الحقيقة والقول إن لبنان غير مفلس. واقع لبنان أن قادته أثرياء في بلد مفلس. واقع لبنان أن القادة أفلسوه، فانهار هو وأثروا هم. هل في العالم بلد مفلس وحكامه متخمون وشعبه يجوع، غير لبنان وبعض أنظمة الحزب الواحد والشخص الواحد؟ هل تذكرون كيف ذهب القادة الى مؤتمر سيدر كل بطائرته الخاصة ليشحدوا منحاً وقروضاً لدولة مفلسة؟ فاحتار المانحون بأمر هؤلاء.
إني اتهم رئيس الحكومة بجرم الخلط بين شعبان ورمضان، والقول إن علينا أن نتحمّل بعضنا البعض. هذه مساواة غير عادلة. فهل للبريء أن يتحمّل المرتكب، والضحية الجلاد، وهل على الجائع أن يتحمّل الفجعان، والمحبوسة ودائعه أن يرى الهاربين مع ثرواتهم ويسكت.
اني اتهم الحاكم بهندسات موفقة لذاته وذوات البلد، ومدمرّة للخزينة والمال العام.
أني اتهمّ كل من سبق وسواهم بالإثراء الشخصي على حساب المال العام، وبالتفقير العام لحساب الثروة الخاصة.
بالإذن من اميل زولا، إني أتهمكم من دون معرفة شخصية، ولو يربطني ببعضكم كبير مودة. أنتم متهمون، فاثبتوا العكس ولكم مني فائق الاعتذار.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها