ابن الأخت

لا أفهم كيف اعتبر كل فريق أنه هو الفائز في جلسة الانتخابات الرئاسية الأخيرة. الأكيد أن الخاسر لبنان والديمقراطية والدستور، والأكيد أن الخاسر هو الذي عطّل الدورة الثانية، ولو كان فائزاً لحماها. اذاً، لا اجتهاد في معرض المشهد، والمشهد هنا واضح. لكن أبعد من لغة الربح والخسارة، لا أفهم كيف قتل رئيس المجلس حاله لايصال جان عبيد الى الرئاسة ولم يوفق، ويقتل حاله مرة ثانية لمنع إيصال ابن شقيقته جهاد أزعور الى الرئاسة، ووفقّ الى الآن، رغم المثل القائل: الولد اذا بار تلتينو ع الخال. ومَنْ مثل جان عبيد لا يكون تأثيره جينياً فقط على ابن أخته، بل سياسياً وثقافياً ووطنياً أيضاً. أذكرّ مرة جديدة الرئيس بري أن خال جهاد أزعور هو جان عبيد وليس فؤاد السنيورة. وأول من اكتشفه هو وزير المال جورج قرم في عهد الرئيس اميل لحود حليفكم، وليس فؤاد السنيورة في عهد الرئيس رفيق الحريري. ورغم أنه شمالي، ابن سير الضنية، رضي به الشماليان جبران باسيل وسمير جعجع، لكن رفضه نبيه بري لأنه يفهم أكثر على الشمالي الآخر سليمان فرنجية، ورفضه حزب الله لأنه لا يريد أن يفهم على صندوق النقد الدولي. وفي كل هذه المعمعة لا أحد يفهم على أحد. والنتيجة لا رئيس الا اذا، وفهمكم كفاية.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها