play icon pause icon

جورج يزبك

الثلاثاء ١١ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 08:19

المصدر: صوت لبنان

اذا عدتم عدنا

عن جدّ اللبناني يجب أن ينتفض، أن يرفض أن يبقى مساقاً أو مقاداً أو مقيّداً، لا فرق. في الحالة الأولى من الخلف بمساس، وفي الحالة الثانية من الأمام برسن، وفي الحالة الثالثة ، يا محلى ما سبق، بالأصفاد والأغلال والسلاسل. لم نعرف لماذا عارض رئيس الجمهورية فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، ولماذا عاد وتحمّس لها. هل خشي من عراضة الرئيس بري بعريضة نيابية، فاختار المبادرة على المخاطرة؟ ولم نعرف لماذا امتنع رئيس مجلس الوزراء عن دعوة حكومته الى الانعقاد، ثم تحمس للدعوة رضياً مرضياً. هل لهذه الدرجة تهمه الموازنة بعدما كان مهووساً بالوزن ومهموماً بالتوازن؟ بصراحة الثنائي الشيعي واضح بموقفه، حتى ولو عن خطأ. نعرف، والجميع يعلم أنه يقاطع جلسات مجلس الوزراء الى حين قبع المحقق العدلي. نعرف، والجميع يعلم أن الثنائي يريد مجلس نواب شغالاً، ومجلس وزراء شمّام هوا قطّاف ورد. يريد مجلس النواب نملة مجتهدة، ومجلس الوزراء جندباً طائشاً أو صرصوراً لعوباً. لماذا؟ لأنه في مجلس النواب، جدول الأعمال بيد رئيسه، وفي مجلس الوزراء بيد رئيس الحكومة. وبالتالي قبع طارق البيطار، أو على الاصح تحرير السياسيين من ورقات الجلب الصادرة عنه مضمونٌ في ديوانية الرئيس بري حيث لا يدخل أسوار المجلس أي أمر يخالف مزاج الاستاذ، وشرطة المجلس كفيلة بالباقي. أما في الحكومة، فالأمر ليس بهذه السهولة. وطالما الحكومة عصية على مرسوم القبع، سيبقى محجوراً عليها في الكرنتينا. أما الشعب المحجوز لصالح أسياده السياسيين، فآخر من يعلم. وآخر من يعترض. في عرفهم، الشعب للبصم لا للفهم. وفي ذهن الشعب، الزعيم دائماً على حق. يا ليت وطني كان دائماً على حق. رحم الله الرئيس فرنجيه. صرنا اليوم في مقولة: لو كنت أعلم وإذا عدتم عدنا.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها