play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات)

جورج يزبك

الخميس ١٦ شباط ٢٠٢٣ - 09:20

المصدر: صوت لبنان

استقالة سركيس

طالب كميل شمعون وبيار الجميّل برحيل القوات السورية مع استمرار القصف السوري للأحياء المسيحية من بيروت. وفي لحظة حاسمة، أخذ الياس سركيس السماعة وطلب من حافظ الاسد أن يأمر جيشه بوقف القصف على الأشرفية والمنطقة المسيحية، مضيفاً: لم أعد أستطيع القبول بهذا القصف دقيقة واحدة اضافية. وحمّل سركيس وزير خارجيته فؤاد بطرس رسالة واضحة الى الأسد يقول فيها: ان لبنان غير سوريا، ولا يمكن حكم لبنان كما يحكم الأسد السوريين، يجب أن نعترف أننا في نزاع حقيقي، واذا كان قرار دمشق عدم التعاون معي، فان استقالتي جاهزة. عاد فؤاد بطرس من الشام واقترح على سركيس الاستقالة لأن سوريا لن تتغير، وحافظ الأسد لن يتغير. وفي صباح 6 تموز 1978، ومن دون أن يعلن رسمياً استقالته، ألغى رئيس الجمهورية كل مواعيده، فانهالت الاتصالات عليه، المحلية والعربية والغربية. وزاره الشيخ بيار وقال له أن استقالته كارثية ودعاه الى التراجع عنها. أما كميل شمعون فاتصل به معتذراً عن عدم تمكنه من زيارة بعبدا لأن الجيش السوري يدمّر الاشرفية، ودعاه الى الرجوع عن استقالته وقال له: سأزورك بعد زوال آخر حاجز سوري بين الاشرفية وبعبدا.
استاء سركيس من الموقف الكويتي عندما زاره وزير خارجية الكويت صباح الأحمد الصباح وقال له ان بلاده لن تسمح بهزيمة جيش الجولان على يد ميليشيات تتعامل مع اسرائيل. واستاء من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي زار دمشق ولم يكلف نفسه زيارة بيروت. هذه التطورات حملت الرئيس سركيس على التمسك باستقالته، وكتب كتاب الاستقالة بخط يده، واتصل بالشيخ بيار الجميّل طالباً منه ترؤس حكومة انتقالية، الا ان رئيس الكتائب جدد موقفه الداعي سركيس الى الرجوع عن استقالته. وفي اليوم الخامس، في 11 تموز 1978، قرر سركيس العودة عن الاستقالة. وقال في جلسة وجدانية: قررت العودة عن الاستقالة عندما وصفني كميل شمعون بأنني نصف لبناني، فعزمت على أن أبقى رئيس كل لبنان ورئيس كل اللبنانيين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها