استقالة عبر الراديو

فاجأت استقالة رشيد كرامي من رئاسة الحكومة في ٤ أيار ١٩٨٧ رئيس الجمهورية أمين الجميّل الذي علم بها من الراديو. فاجأه الشكل أكثر حيث تقدّم كرامي باستقالته الى الشعب اللبناني في سابقة في تاريخ الحياة السياسية في لبنان. فاجأه أكثر أن العلاقة كانت جيدة، لكنّه رمى الاستقالة بوجه الجميع رغم أنها موجهة أساساً الى حليفيه نبيه بري ووليد جنبلاط اللذين غاليا في انتقاده وفي رفض نظام “المراسيم الجوالة” في وقت كانا يريدان عزل رئيس الجمهورية بأوامر سورية. أوفد الجميّل رينيه معوض للاستفسار من كرامي على دوافع الاستقالة، فعاد بالخبر اليقين: هي رسالة احتجاج على ممارسات حلفائه بالدرجة الأولى. ولا أدلّ على ذلك سوى استمرار رئيس الحكومة في تبادل توقيع “المراسيم الجوالة” مع رئيس الجمهورية بالإضافة الى عدم انقطاع التواصل بين الرجلين طوال الأيام الستة والعشرين الفاصلة بين تاريخ الاستقالة وتاريخ الاغتيال.
غداً، الجميّل في حالات

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها