استقالة نصف الحكومة المسلم

تسلّم العماد ميشال عون ومعه المجلس العسكري مهام رئاسة الجمهورية منتصف ليل ٢٢-٢٣ أيلول ١٩٨٨. لكن بعيد منتصف الليل، استقال الضباط المسلمون الثلاثة وكانت إذاعة دمشق أول من أعلن النبأ في دلالة على أنها وراء الاستقالة.
انصرف رئيس الحكومة الانتقالية الى الهدف الأقصى متجاوزاً المهمة المنتدب اليها وهي انتخاب رئيس للجمهورية، فقرر العمل على تحرير الأرض والبحر وإعادة توحيدهما. بدأ بالمرافىء وقرر أن يغلق غير الشرعي منها أي تلك التي تديرها الميليشيات. أول المنتفضين كان وليد جنبلاط بعد محاصرة البحرية اللبنانية مرفأ الجية. قصفت مدفعية الاشتراكي مدعومة من المدفعية السورية مرفأ بيروت الشرعي، وطالت القذائف محيط قصر بعبدا مقر إقامة العماد عون. واضطر مرفأ بيروت الشرعي الى وقف نشاطه بعدما فتحت كل الجبهات وساد حوار المدافع، فأعلن عون في ١٤ آذار ١٩٨٩ “حرب التحرير”، الاسم الملطف لاعلان الحرب على سوريا.
اعتمد العماد عون باعلانه حرب التحرير على ما سمعه من ياسر عرفات ومن العراقيين الذين قالوا له إن هناك قراراً دولياً بإنهاء نظام الرئيس حافظ الأسد. قد يكون الأمر صحيحاً، لكن عندما غزا صدام حسين الكويت، قرر الرئيس جورج بوش إخراجه منها بالقوة وانضم الرئيس حافظ الأسد إلى التحالف الدولي بقيادة أميركا لهذا الغرض. وهكذا جاء الضوء الأخضر لدمشق بإنهاء ما سمي “التمرد العوني” بالقوة.
غداً، لجنة عربية سداسية فثلاثية

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها