جورج يزبك

الثلاثاء ١١ آب ٢٠٢٠ - 07:45

المصدر: صوت لبنان

اعتدل أو اعتزل

استقال حسان دياب بعدما أخذ من الدولة ما كان يريده: حاز لقب دولة الرئيس قبل أن تسلم بيروت الروح. واستحال ميشال عون اسماً مارونياً ممنوعاً من الصرف بأمر شيعي عال. نعم هناك باب عال وحيد في لبنان لا قدرة عليه. فهو اولاً يملك السلاح وتالياً القرار. وثانياً استملك الجمهورية بدليل السياحة العسكرية التي يجريها أينما يريد داخل الوطن، وحيثما يريد خارج الوطن. بل استملك الجمهورية ورؤساءها الثلاثة وحكومتها وناسها.
لا أحب التشفي خاصة لحظة تقع البقرة. لكن سريعا، من هو هذا العبقري الذي اخترع حسان دياب وحكومة حسان دياب. إما الرجل والحكومة فال على الدولة، وإما أنهما يصيبان بالعين. في ظرف قياسي، ستة أشهر، فقط ستة أشهر كانت كافية لتدمرّ في لحظة طيش واهمال، أو في لحظة اعتداء المدينة الأعرق، ست الدنيا بيروت، كانت كافية ليسقط ضحايا ومفقودون ومصابون. وفي أقل من ستة أشهر، قفز الدولار من ١٥٠٠ الى ٨٥٠٠. وحلّت كورونا زائراً ثقيلاً وضيفاً خبيثاً. في أقل من ستة أشهر، أشهر اللبنانيون ولاءهم لأي رئيس أجنبي يخلصّهم من لعنة الحكام، وللحظة مارس الرئيس ماكرون الانتداب الفرنسي ليحرر لبنان من احتلالات منظورة ومستورة.
فيها القليل من الإهانة والبهدلة والكثير من الحق أن يأتي غريب ليقول لكم صححوا معادلة ما أقصر النظر وما أطول الانوف.
يا فخامة الرئيس، صححّ. لا تلق القبض على رجل غاضب مزّق صورتك، بل زجّ اللصوص في السجون. وأنت قادر. يا فخامة الرئيس، لا تترك ثلماً أعوج الا وأأمر بانتظامه خطاً مستقيماً. وأنت قادر. لا يزال أمامك بعض الوقت. حررّ نفسك من كل قيد أو شرط، قيود الماضي، وقيود المستقبل. لا أريد أن أصدّق أن قائد الجيش وصل الى قصر بعبدا وفي يديه الأصفاد، وفرضت عليه الاقامة الجبرية ست سنوات. تحرر من قيود ما بعد ست سنوات بقيت منها سنتان، المهم أن تبقى جمهورية، لا من يكون رئيس جمهورية.
نحن في زمن طمر كل شيء الا النفايات. حتى طمر الناس تحت التراب.
نحن في زمن كثر الشاكون وقلّ الشاكرون. رحم الله الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. فاعتدل يا فخامة الرئيس أو اعتزل.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها