play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٧ أيار ٢٠٢٤ - 08:53

المصدر: صوت لبنان

اغتيال نسيب المتني

في الثامن من أيار 1958 ترجل صاحب وناشر جريدة “التلغراف” نسيب المتني من سيارته عائداً الى منزله قرابة الثالثة فجراً، فعاجله مسلح بخمس رصاصات، فعاجله المتني بأربع كلمات: “يا كلب، يا جبان”.
واندلعت الاشتباكات المسلحة في طرابلس شمال لبنان، ثم عمت مناطق عدة، وظهرّت الخلاف بين رئيس الجمهورية كميل شمعون والرئيس المصري جمال عبدالناصر، والمواجهة بين “حلف بغداد” المناهض للشيوعية، والمد الناصري المؤيد للاتحاد السوفياتي.

أعلن الاضراب العام في البلاد الذي ما لبث أن تحول الى ثورة مسلحة لم يغب البعد الطائفي عنها. أقام صائب سلام قيادته في بيروت الغربية. وحكم زعماء الأحياء مناطق نفوذهم كما في الشوف وصيدا وطرابلس وبيروت. طلب كميل شمعون من قائد الجيش فؤاد شهاب قمع الثورة فرفض وقال له: لست مستعداً لقتل الناس من أجل تأمين تجديد الرئاسة. فاستعان كميل شمعون بالدرك الذي دافع عن القصر الجمهوري وعن الرئيس الذي لم يخرج منه طوال أشهر الثورة الستة.
نسيب المتني كان الشرارة هو المتحدر من الدامور والمعارض الشرس لابن دير القمر الرئيس كميل شمعون والمناصر للناصرية، لكن هذا لم يمنع من اتهام رجل عبد الناصر في المخابرات السورية عبد الحميد السراج بقتله. والسرّاج هو مؤسس النظام الأمني في سوريا ومن بين سجنائه الأديب السوري محمد الماغوط الذي كتب من زنزانته: في السجن انهارت كل الأشياء الجميلة ولم يبق سوى الرعب. وبدلاً من أن أرى السماء رأيت الحذاء، حذاء عبد الحميد السرّاج.”
غداً، اغتيال أبو الحنّ

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها