جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
اغراءات الاتفاق الثلاثي
كان الاتفاق الثلاثي اتفاقاً قصير الأمد بين الفصائل اللبنانية الثلاثة المتناحرة: حركة أمل الشيعية، الحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي، والقوات اللبنانية المسيحية. سمح الاتفاق الذي وقّع في دمشق في ٢٨ كانون الأول ١٩٨٥ بوجود عسكري سوري لحفظ السلام في لبنان ومنح نظام دمشق نفوذاً قوياً على الشؤون اللبنانية. هكذا اختار ثلاثة: نبيه بري ووليد جنبلاط وايلي حبيقة التنازل باسم جميع اللبنانيين عن الحقوق السيادية اللبنانية، علماً أن جنبلاط انخرط في الاتفاق رغماً عنه خوفاً على حياته بعد اغتيال والده.
نص الاتفاق على إلغاء الطائفية من نظام الحكم وعلى مبدأ القيادة الجماعية من خلال مجلس الوزراء الذي أعطاه الاتفاق حق ممارسة السلطة التنفيذية بكاملها.
عارض المسيحيون الاتفاق لمنحه سوريا سلطة على لبنان ولاضعافه المجتمع المسيحي، رغم حضور بعض الشخصيات المارونية حفل توقيع الاتفاق في دمشق.
نعم، سلّم الاتفاق الثلاثي أمر لبنان لسوريا من خلال شرعنة وجودها، بل وطلب نشر قواتها حيث تدعو الحاجة الأمنية على كل الأراضي اللبنانية. بل هو معاهدة حماية بين دولة سيدة ودولة تابعة، كما لو أن لبنان المهزوم يتنازل عن حقوق لسوريا الغازية، والبنود المتصلة بالعلاقات الثنائية تتعارض مع ضرورات السيادة اللبنانية، وفق ما جاء في مطالعة العلامة الدستوري الفرنسي جورج فيديل رداً على استشارة دستورية طلبها منه رئيس الجمهورية أمين الجميّل.
غداً، شجاعة كميل شمعون
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها