play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٨ نيسان ٢٠٢٤ - 07:56

المصدر: صوت لبنان

الآثار المترتبة على عدم تمويل الاونروا

بعد استخدامها التجويع كسلاح، ها هي إسرائيل تتعمد قتل متطوعي الإغاثة الدوليين في قطاع غزة عمداً. ونجدها الآن تعتذر، بعد موجة الغضب العالمية التي واجهتها، عن قتل 7 من متطوعي المطبخ المركزي الدولي “خطأً”!! النتيجة تجميد اعمال هذه المنظمة حالياً. هذا مع ان إسرائيل راضية عن اعمال هذه المنظمة وتطالب بها، كي يتسنى لها شيطنة منظمة الاونروا.

قتلت إسرائيل حتى الآن اكثر من 200 من العاملين في مختلف المنظمات الدولية وخصوصاً الاونروا.

ذريعة إسرائيل لاستهداف الاونروا، اتهامها بضلوع عدد من موظفيها (12) بعملية السابع من أكتوبر. فصلت الأونروا عددا من الموظفين، الذين يقدرون بالآلاف، بعد أن أجرت تحقيقا معهم. لكن يمكن القول ان هذه الاتهامات لم يتم اثباتها بعد حتى الآن.

لكنها خطة إسرائيلية تهدف الى شيطنة الاونروا للقضاء عليها.

اثر ذلك علّقت عدة دول، منها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وإيطاليا، مساهمتها في تمويل وكالة الأونروا مؤقتاً. بعضها أعاد تمويلها. وهي مهددة الآن بتوقفها عن تقديم الخدمات في أيار المقبل. إسرائيل تريد قطع جميع المساعدات عن الفلسطينيين.

ان تعليق تمويل الأونروا، بسبب فعل قد يكون ارتكبه أفراد، سيؤثر على الملايين منهم. الأمر المحظور حسب القانون الدولي، ويصنف على أنه شكل من أشكال “العقوبات الجماعية”، وبالتالي قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب.

ولقد كشف كبير المتحدثين السابق في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن اجتماعات تنسيق عقدت مؤخراً بين ممثلين عن الجيش الإسرائيلي وآخرين من وكالات تابعة للأمم المتحدة، استثنيت منه وكالة «الأونروا» نزولاً عند رغبة اسرائيل. مع ذلك طلب الجيش الإسرائيلي، أن يتم إرسال بين 300 إلى 400 موظف وعامل في «الأونروا» للمساهمة في إيصال المساعدات إلى شمال غزة، ولكن تحت مظلة وكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة.

ما يعني ان إسرائيل بعد ان منعت الأونروا من توفير المساعدات الغذائية لشمال غزة، حيث يواجه مئات ألاف النازحين خطر المجاعة، تطلب الآن من موظفيها الانضمام إلى كيان جديد تابع للأمم المتحدة للمشاركة في توزيع الغذاء في شمال غزة.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد نشرت تقريراً قالت فيه إن إسرائيل تقدّمت بمقترح إلى الأمم المتحدة لحلّ وكالة (أونروا). وان هذا سيكون كارثياً، وسيسمح لإسرائيل بإدارة المنظمة مباشرة، وتصبح الأمم المتحدة متواطئة بتدمير أونروا.

 

تتعرض وكالة الأونروا لاستهداف مباشر وواضح المعالم منذ سنوات. مع العلم انها تعد الشاهد الحي على النكبة، والمتنفس الوحيد ل5.9 مليون لاجئ فلسطيني موزعين في مناطق عملها الخمسة.

إن تعليق تمويل الأونروا له انعكاسات جوهرية على حياة اللاجئين الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم، فهي تشمل التعليم والصحة والاغاثة والبنى التحتية. وسوف يؤدي إلى زيادة نسبة الفقر والأمية والبطالة. كما سينعكس سلباً على الدول المضيفة للاجئين، ولبنان المفلس أحدها.
الملفت ان تعليق التمويل هذا، تزامن مع قرار محكمة العدل الدولية الذي أثار استياء إسرائيل، ما يمكن اعتباره كرد فعل واضح من هذه الدول لصالح إسرائيل. هذا وتشير التقارير الى وجود مؤشرات إلى أن إسرائيل ومنذ اتفاق أوسلو عام 1993 بدأت بالترويج إلى أن الأونروا لم يعد لها حاجة فعلية، بذريعة أن على العالم أن يهتم بقيام دولة فلسطينية، الأمر الذي بينت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، خلال الحرب، رفضهم لهذه الدولة من الأساس. وقد استغلت اسرائيل حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة لتتابع حملتها ضد الأونروا، بتواطؤ دولي، وخصوصاً من اميركا.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها