محمد علوش

الأحد ٢٥ حزيران ٢٠٢٣ - 15:49

المصدر: المدن

الأجبان تُرعب سكان إقليم التفاح: هل مياهنا ملوثة؟

كثُرت أخبار مداهمات جهاز أمن الدولة للمعامل الغذائية، ومصانع تعبئة المياه، والمحال التي تُعنى بغذاء المواطن كالملاحم، في جنوب لبنان، حيث ينشط عمل وزارة الاقتصاد والأجهزة الأمنية، حتى بقاعه، بظل تزايد أعداد المخالفين، ولو أن مصدراً في وزارة الاقتصاد يؤكد عبر “المدن” أن الزيادة لم تطل أعداد المخالفين، إنما حجم المداهمات.

فتحت “المداهمة” العينَ هذه المرة على واقع المياه. فلبنان الغني بمائه، فقير بالقدرة على حمايته، والثمن سيُدفع من صحة المواطن. فبعد الحديث عن مياه الضاحية وآبارها (راجع “المدن“)، ننتقل إلى إقليم التفاح.

تلوث الجبنة يُثير قلق سكان المنطقة
الخميس الماضي، دهمت دورية من المديرية العامة لأمن الدولة معملًا للأجبان والألبان في عربصاليم الجنوبية، وختمته بالشّمع الأحمر، بعدما تبيّن وجود بكتيريا وبقايا براز بشريّ في مواده الأوّليّة، وتحديدًا المياه المستعملة لصنع الألبان والأجبان.

أثار الخبر موجة استياء واسعة في بلدات إقليم تفاح، وكل المستفيدين من مياه نبع الطاسة، الذي كان مؤخراً عنواناً للصدام بين أهل المنطقة ومصلحة مياه لبنان الجنوبي، بسبب مشروع جر المياه الفائضة شتاءً. فالقيمين على المعمل اتهموا المصلحة بأنها توزع مياهاً ملوثة.

حسب معلومات “المدن”، قام جهاز معني بوزارة الاقتصاد منذ أيام قليلة بمداهمة المعمل وأخذ عينات من المنتجات لفحصها، ثم عاد الخميس برفقة أمن الدولة، والإعلام، وأقفل المعمل بالشمع الأحمر، مبرراً الخطوة بأن نتائج الفحوص أثبتت احتواء جبنة العكّاوي على جرثومتي E coli وستافيلوكوكاس (Staphylococcus).

وحسب المعلومات، فإن هذه الجراثيم تدل على خلل في المياه. ووفق مصادر متابعة في عربصاليم، فإن أصحاب المعمل يعتبرون أن المشكلة تكمن في مياه نبع الطاسة، وعلى الدولة تحمل المسؤولية، مشيرين إلى أن ما تم اكتشافه في معملهما يدل على أن كل المنطقة تتغذى من مياه ملوثة بالإيكولاي، ما يعني أن المياه تختلط مع الصرف الصحي قبل وصولها إلى المستفيدين. وربما يكون الخلط داخل الأرض في الآبار الجوفية.

تؤكد المصادر عبر “المدن” أن خبر تلوث مياه نبع الطاسة ليس جديداً. فقبل الأزمة عام 2019 أجريت فحوص للمياه وتبين وجود جراثيم فيها، وهو ما تنفيه مصادر مصلحة مياه لبنان الجنوبي جملة وتفصيلاً.

مياه الخدمة ومسؤولية أصحاب المصانع
استغربت مصلحة مياه لبنان الجنوبي اتهامها في قضية معمل الألبان والأجبان في عربصاليم، كاشفة عبر “المدن” أن أحد موظفيها قصد المعمل المعني، وتحدث مع صاحبه. وتبين أن المشكلة بالجبنة وليست بالمياه، هذا على فرض أن المعمل يستعمل فقط مياه نبع الطاسة.

وتضيف المصادر عبر “المدن”: “خلال مشروع تطوير محطة نبع الطاسة تم تطوير تقنية إضافة الكلور الى المياه. فهناك غرفة خاصة لهذا الغرض وهي تعمل أوتوماتيكياً لضمان أفضل نتائج ممكنة”، مشيرة إلى أن المياه مفحوصة وصالحة للاستعمال.

حسب مصادر المصلحة، فأن تكون المياه صالحة للاستخدام فهذا لا يعني بالضرورة إمكانية استخدامها في التصنيع الغذائي، مؤكدة أن المياه التي تضخها المصلحة هي للخدمة. أما استخدامها للصناعات الغذائية، فهنا تصبح مسؤولية صاحب المعمل الذي عليه مراعاة شروط خاصة بهذا الإطار.

ماذا يعني أنها “صالحة للخدمة” فقط؟ هل هي غير صالحة للشرب؟ أهذا اعتراف ضمني أن المياه “غير نظيفة” مئة بالمئة؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها