جورج يزبك

الأثنين ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 09:22

المصدر: صوت لبنان

الأحمر

المشهد شبه الوحيد الفارض معالمه على كل الجمهورية يتصل بيوم واحد: الخميس، وبسؤال واحد: تؤجل الاستشارات أو يكلف الحريري؟
هذا في الشكل، أما في الواقع، فيبدو الامر اكثر تعقيداً خاصة عندما يتبين ان الحريري يعود من غير الابواب التي دخل منها حسان دياب ومصطفى أديب. الاول جاء من فرعية ٨ اذار والثاني من الحديقة الخلفية لرؤساء الحكومات السابقين. أما الحريري فيدخل من الباب الخارجي، وفي توقيت وجودي، فرنسا تريده واميركا لا تعارضه.
اذاً فرص تأجيل الاستشارات النيابية مرة ثانية صارت صعبة رغم ان المعادلة صارت راس براس، اما الحريري او جبران باسيل، ومسألة جمعهما قبل الخميس صارت شبه مستحيلة، والبديل الاثنان رابحان: الحريري مكلف الخميس، وباسيل مؤلِف بعد التكليف الى ان تنقضي الانتخابات الاميركية.
الا ان مشكلة ثانية ستواجه الحريري وباسيل. الحريري الذي سمح للثنائي الشيعي وتسامح مع وليد جنبلاط، فالثنائي يسمّي وزير المال ووزراء الطائفة من غير الحزبيين (علامة تعجب كبيرة هنا)، وجنبلاط سيُحفظ موقعه داخل السلطة، وبالتالي سيكون رئيس الجمهورية ممثلاً بجبران باسيل غير متساهل البتة في تسمية كل الوزراء المسيحيين، وعليه يصبح البلد امام حكومة حسان دياب ٢ لكن برئاسة سعد الحريري الجديد. اما مشكلة باسيل الاضافية فهو ان الرئيس الحريري دخل الى عقر دار تكتل لبنان القوي فاسترد ميشال ضاهر وايلي الفرزلي والطاشناق، وقد يستعيد سليمان فرنجيه طلال ارسلان في الوقت المناسب. والمشكلة الاكبر ان حزب الله لم يقف على رأي الرئيس عون في تسمية غير الحريري، ما سيجعل بعبدا للأسف يوم الخميس مجرد صندوق بريد.
في المحصلة، لا خيارات متاحة امام الرئيس عون ومعه الممسكين بالقرار: اما الازرق رغم كل الخلاف مع البرتقالي، واما الاحمر الذي يبدأ ببطاقة صندوق النقد وايضاً سيدر، وينتهي بجهنم الذي لم يكن مخطئاً رئيس الجمهورية عندما تحدث عن نارها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها