play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٠ نيسان ٢٠٢١ - 07:40

المصدر: صوت لبنان

الأعمار بيد الناخبين

اذا اتفقنا على الدستور تتألف الحكومة أمس قبل اليوم، لكن المشكلة في خبث التقدير وسوء النية . الأكيد أن ميشال عون يغادر قصر بعبدا منتصف ليل ٣١/٣٠ تشرين الاول ٢٠٢٢، لكن من غير الأكيد أن رئيساً جديداً سيدخل بعبدا اليوم التالي. ستتكرر حكومة تمام سلام. سيحكم مجلس الوزراء الرئاسي، وسيكون كل وزير رئيساً، وسيكون الثلث رئيس الرؤساء، معطلاً القرارات أو مقايضاً في ما بينها على طريقة “حكلي تحكلك” أو “كول واطعم” و “خود وهات”. يعني بالعربي الفصيح، وفي حال الفراغ الرئاسي، فإن الرئيس الحريري يريد أن يخلف الرئيس عون بحكومة تخصه. وجبران باسيل يريد التمديد للرئيس عون بحكومة تشبهه. وحزب الله يتفرج عليهما بأعصاب باردة وواثق من التحكم عن بعد، فأمطري حيث شئت فإن خراجك لي. وهذه الحكومة قد يطول عمرها وفي أسوأ الاحتمالات ستشكل أحد محاوري الغرب وروسيا، وأحد ناخبي الرئيس المقبل.
اتفقوا يا متولي الأمر على المعايير. لكن من أين لكم هذا؟ تتفقون على مصالحكم وتنفقون من كيسنا على مجالسكم. فلنأخذ مجلس النواب الذي فضحه الانتداب الفرنسي بانتظام رئاسة المجلس وتداولها. فعلى مدى 15 سنة فقط أي من العام ١٩٢٢ ولغاية الاستقلال، ترأس مجلس النواب ٩ رؤساء: داوود عمون، حبيب باشا السعد، نعوم لبكي، اميل اده، موسى نمور، محمد الجسر، شارل دباس، بترو طراد، خالد شهاب، فبترو طراد. أي سنتان معدّل ولاية كل رئيس مجلس. أما بعد الاستقلال، فترأس المجلس على مدى ٧٨ سنة 7 رؤساء، ومن الرؤساءِ السبعة، ثلاثة ترأّسوه مدّةَ ٦١سنةً: صبري حماده (17 سنة)، كامل الأسعد (15 سنة) ونبيه بِرّي (٢٩ سنة)، والحبل ع الجرار، وتوزّعت الـ 17 سنةً الأخْرى على الأربعةِ الباقين: حبيب أبو شهلا، وأحمد الأسعد، وعادل عسيران، وحسين الحسيني.
نبيه بري أكبر المعمرّين، والأعمار بيد الناخبين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها