جورج يزبك

الثلاثاء ٢٤ كانون الأول ٢٠١٩ - 09:20

المصدر: صوت لبنان

الإبن الشاطر

لا أدري اذا كان الرئيس الحريري
نادماً على اعتذاره أم فرحاً بالجلوس على مقاعد المعارضة.
ولا أدري اذا كان الرئيس المكلف قد غشي وأغمي عليه من كثرة الفرح وهول المفاجأة لدى عرض المنصب عليه بعدما احترق ثلاثة قبله. لكن قبل التكليف شيء وبعده شيء آخر. هكذا يفترض أن يكون.
قبل التكليف يحق لحسان دياب أن يتصرف مدنياً، أكاديمياً، دون قيود الرئاسة الثالثة. لكن بعد التكليف، لم يعد نائب رئيس الجامعة الأميركية بل صار الأول في مذهبه ولو غير معترف به بعد، والرئيس الثالث في الجمهورية اللبنانية ولو مجهول الإقامة السياسية.لو كنت محله لما قبلت التكليف لأنه آت الى مكان صعب فيه رئيس جمهورية مسند الى حزب والى كتلة نيابية عريضة، ورئيس مجلس يتكىء على مبايعة طائفة بكاملها بفعل كون أمل وحزب الله قامتين بلباس واحد. ماذا بمقدور دياب ان يفعل بين ذئاب الجمهورية، فإن كان نعجة، وإن لم يكن ذئباً أكلته الذئاب. لن يقبل الرئيس المكلف أن يكون مثل الصبي مع خالته، لكن لا يقدر أن يكون الا كالابن الشاطر ، مطيعاً لأولياء أمره الجبريين، طالما جاء الى السلطة يتيماً من دون ذوي قربى من أهله وطائفته، فتبناه المحسنون طامعين بمذهبه على بطاقة الهوية، وبسيرته الذاتية وبيئته الأكاديمية الأميركية.
دولة الرئيس المكلف،
هل فعلاً كما قلت، الرئيس المكلف يؤلف؟
ألفها اذاً ولا تسأل، ولا تعتل همّ الحوار مع الثورة، فحقها واصل سلفاً إن ألفتها من أخصائيين مستقلين غير حزبيين. لكن أشك في ذلك.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها