محمد علوش

الثلاثاء ١١ نيسان ٢٠٢٣ - 17:30

المصدر: المدن

الانتخابات البلدية امتحان صعب لـ”الثنائي”: هل تملك المعارضة أملاً؟

أمس الاثنين زار وفد ح ز ب ا ل ل ه، برئاسة السيد هاشم صفي الدين، مقر قيادة حركة أمل في بئر حسن، للقاء رئيس الهيئة التنفيذية للحركة مصطفى الفوعاني، المسؤول عن اللجنة الانتخابية البلدية المركزية. وتم توقيع اتفاق التفاهم الذي ستُخاض الانتخابات البلدية على أساسه، بحال حصلت، وهو الذي يعتمد على تفاهم عام 2010، الذي يعتمد بدوره على نتائج المعركة الانتخابية التي حصلت بين الطرفين في الانتخابات البلدية عام 2004. بعد التوقيع سيعمد رئيس الحركة نبيه برّي وأمين عام ح ز ب ا ل ل ه السيد حسن نصرالله إلى التوقيع على ورقة خاصة، تتعلق بالاتفاق.

بشكل عام، لم يتبدّل الاتفاق بين الطرفين لناحية تقسيم البلديات فيما بينهما. فكما انتهت المعركة عام 2004 تبقى التوازنات بالنسبة للأكثريات داخل المجالس البلدية، وهوية الرئيس. لكن هذا الاستحقاق سيشهد تعديلاً بسيطاً لتفادي أخطاء وقعت بالسابق. ففي حال كانت بلدية مكونة من 12 عضواً، 7 للطرف الذي يملك الرئاسة، و5 للطرف الآخر، وحصل خرق بالانتخابات لمقعد من مقاعد الطرف المسيطر، يضمن الاتفاق بأن تبقى الرئاسة لهذا الطرف، حتى ولو أن عدد أعضائه أصبح ستة، أو ربما أقل بحال كان الخرق بأكثر من مقعد. هكذا يضمن المتفقون عدم التغيير في هوية الانتماء السياسي لرئيس البلدية.

الانتخابات البلدية أصعب من النيابية
مُخطىء من يظنّ أن الانتخابات البلدية في قرى وبلدات تواجد الثنائي الشيعي سهلة. فالانتخابات الماضية شهدت إشكالات عائلية لا تزال موجودة حتى اليوم. وببعض القرى التي تم خرق التفاهم فيها، لم تعد وربما لن تعود الثقة مرة أخرى بين حركة أمل وح ز ب ا ل ل ه. وحسب العارفين، فإن الانتخابات البلدية أصعب لدى الثنائي من النيابية، بسبب تدخل وتداخل العائلات بها، وبسبب اختلاف الشعارات.

تُشير مصادر متابعة إلى أن بوادر هذه الإشكالات بدأت بالظهور في أكثر من مكان. ففي بعض القرى، انتهى تشكيل اللوائح قبل التحدث مع مسؤولي حركة أمل وحزب الله، في الاقليم والمنطقة حتى، فالعائلات ناقشت بما تمثل، من حزب الله وحركة أمل، وقررت، خصوصاً أنها عبّرت عن رفضها القاطع بأن يتم مصادرة قرارها من خارج البلدة، طالبة التنسيق معها بجدية.

وفي قرى أخرى، كانت تعتمد عائلاتها الكبيرة على المداورة في رئاسة البلدية، ضمن العهد الواحد، ثلاث سنوات لكل عائلة، كالغازية مثلاً.. تكشف المصادر عن وجود بوادر خلاف جدّي حول التقسيم المقبل، بعد التمديد عاماً لعمر المجلس البلدي الحالي، ففي هذه البلدة الجنوبية الكبيرة، كان حسن غدار رئيساً للسنوات الثلاث الأولى، ويليه أحمد خليفة، فجاء التمديد ليعطي خليفة عاماً إضافياً، لذلك هناك مطالبات اليوم بأن يكون التقسيم 4 سنوات لعائلة غدار، وسنتين لعائلة خليفة!

هل للمعارضة حظوظها بالمنافسة؟
في الانتخابات البلدية من الصعب جداً على أي طرف سياسي أن يواجه الثنائي في القرى والبلدات التي يتواجد فيها، فالانتخابات البلدية تجري وفق النظام الأكثري لا النسبي، وبالتالي من الصعب الفوز بمجالس بلدية. لكن هذا لا يعني أن المعارضة غير قادرة على الخرق، بحال لجأت الى ترشيح شخصيات لها وزنها ضمن القرية ومحبوبة من الناس، وحتى الفوز بمجلس بلدي كامل، بحال تمكنت من صياغة تفاهم متين مع العائلات الكبرى، لأن الانتخابات البلدية في الجنوب تُعطي اهتماماً كبيراً للعائلات، التي لن يكون صعباً عليها الخروج من عباءة الثنائي، بحال وجدت نفسها مهمّشة. وهذه التجربة قد تحصل في النبطية الفوقا بحال تمكن “المعارضون” من “لعبها صح” مع العائلات، على سبيل المثال لا الحصر.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها