جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
البسكويت بدل الخبز
من حق رئيس الحكومة ان يستنجد بما كتبته الواشنطن بوست عن نجاح الحكومة اللبنانية في مواجهة الكوفيد-19،
لكن في متن المقال ذاته تذكر الصحيفة ان لبنان يمر بأزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة، وان المودعين يرون بأم العين أن مدخراتهم تتبخر، وان الليرة التي حافظت على سعر صرف ثابت ازاء الدولار منذ العام ١٩٩٧، فقدت ٦٠٪ من قيمتها في غضون اسابيع قليلة. وأن البطالة بلغت مستويات عالية وان ٤٥٪ من العائلات تعيش في العوز المدقع.
وما لم يذكره المقال الذي استند اليه الرئيس دياب والمنشور في الثالث عشر من هذا الشهر، اورده مقال آخر للواشنطن بوست نشر امس الاحد وفيه ان اللبنانيين المعروفين بضيافتهم وغنى موائدهم، صاروا عاجزين عن شراء المواد الغذائية لارتفاع اسعارها الجنوني، فسعر اللحم تضاعف، وكذلك سعر البندورة المكون الاساسي في التبولة، لدرجة ان السيدات صرن يشترين بالحبة.
وهل سمع الرئيس دياب هذا المواطن الطرابلسي الذي شكا للواشنطن بوست عدم قدرته على شراء الحلويات في رمضان. أو هذا المواطن الذي درج على اجراء اتصال يومي باللحام لمعرفة ما اذا كان السعر قد عاد الى ما كان عليه ليتمكن من شراء اوقية.
الواشنطن بوست لم تنس ان تذكرّ بأن وجبات الافطار تتكون من اللحم والبندورة والأرز والقلوبات وايضاً تحتاج الى طهي على الغازً وكلها لم تعد في المتناول.
ما كان على رئيس الحكومة ان يستند الى الواشنطن بوست لأن الشهادة للحكومة بكورونا ألغتها مشاهد البؤس والفقر، الا اذا كان سيطلب من الناس أكل البسكويت لعدم توفر الخبز.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها