سمير سكاف

الثلاثاء ١٦ شباط ٢٠٢١ - 12:01

المصدر: صوت لبنان

“التحاصم” والتحالفات الثابتة في تشكيل الحكومة، ومفتاح الحل الحكومي!

لا تشبه التحالفات السياسية عامة والحكومية خاصة في لبنان لا التحالفات السياسية في أي من دول العالم ولا في العلم السياسي. فهي تحالفات هجينة مبنية بمعظمها على الكذب والوصولية وعلى الاستفادة من القوة لابعاد الخصوم وحيث يفضل القوي الحليف الكاذب على الخصم الشريف! والظاهر أن هذه “التحاصم” قد أنهى فعلياً عهد الرئيس عون من دون أي حكومة فعالة ممكنة!

ما يعرفه الجميع هو أن التحالف الثابت يجمع بين أمل وحزب الله. وبين أمل والاستاذ وليد جنبلاط وبين أمل والرئيس سعد الحريري ولكن حزب الله ووليد جنبلاط خصوم حتى العداء! وسعد الحريري وحزب الله أعداء مع ربط للنزاع!

التحالف ثابت أيضاً بين حزب الله وبين الرئيس ميشال عون وصهره وبين حزب الله والمردة. ولكن الرئيس عون وصهره خصوم حتى العداء.

ولا أحد يعرف كيف يمكن “أن تركب” هذه التحالفات! فيتحالف أحد الفرقاء مع فريقين من الأعداء!!

القوات اللبنانية خارج الحكومة، مع تحالفات مع وقف التنفيذ مع الرئيس سعد الحريري تنتظر إعادة وصل ما انقطع، وبين القوات ووليد جنبلاط تنتظر إعادة صياغة رؤية غير واضحة للطرفين.

الكتائب خارج الحكومة. وأخذت خيار الثورة، مثلها مثل عدد من المستقلين. والشيوعي خارج الحكومة مع عدة آراء تضع قسماً منه في الثورة وفسماً أقرب الى حزب الله.

والثورة ضد كلن يعني كلن. وإن كانت ترحب بمن يقتنع بمطالبها وشعاراتها، من دون محاولة تسلقها.

كيف يمكن الوصول الى حكومة منتجة؟

لا يمكن لأي حكومة أن تنتتج ما لم تكن تجمع الحلفاء الحقيقيين، الذين يملكون سياسة واحدة، بعيدة عن ضغط السلاح، وبشرط تأمين المحاسبة في السياسة وفي قضاء مستقل.

لا حكومة في المدى المنظور. وإن تشكلت فهي لن تنتج. وان كانت الانتخابات النيابية ليست بعيدة، فالأفضل هو الذهاب الى انتخابات نيابية بأسرع وقت ممكن لإعادة إنتاج السلطة! عندها “تتحلحل الأمور” ويستعيد بعض الفرقاء شرعيته الشعبية التي حرمته منها الثورة. وعندها يصبح تشكيل الحكومة أقرب الى الواقع.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها