play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الأثنين ١٩ أيلول ٢٠٢٢ - 08:45

المصدر: صوت لبنان

الترويكا

نظرية مونتسكيو Le pouvoir arrete le pouvoir التي استوحى منها المشرّع الدستوري الأميركي فوضع نظرية “checks and balances” أو الرقابة والتوازن المقابل، هذه النظرية تمارس خطأً في لبنان. فبدل أن تمارس كل سلطة من السلطات الثلاث دورها الكامل لمنع صرف نفوذ أي منها، ومنع تفرد أي منها في قرارات محاصصة سياسية، تتوافق السلطات على التسهيلات المتبادلة خلال حقبات تفاهمها، وتنصب الأفخاخ خلال فترات الحرد السياسي بين اركانها. هكذا قام نظام الترويكا الذي ضرب مبدأ فصل السلطات واختصرت الدولة برئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، ثلاثة بواحد. وهكذا قامت حكومات الوحدة الوطنية التي عطلت دور مجلس النواب في الرقابة والمساءلة. وهكذا ايضاً عمّت ثقافة الديمقراطية التوافقية التي تحولت الى ديمقراطية تعطيلية. وهكذا انتخب رؤساء جمهورية خارج فترات الوصاية السورية. انتخاب ميشال سليمان جاء بتسوية بين أهل البيت بعد تدخل خارجي تمثل باتفاق الدوحة. انتخاب ميشال عون جاء بفرض من حزب الله على أساس عون أو الفراغ. وبعد عون، تنصب المكائد بدءاً من الامتناع عن تأليف حكومة والنزاع الجدلي على وظائف حكومة تصريف الاعمال ومؤهلاتها الدستورية. في كل الأحوال، في ٣١ تشرين الأول، قصر بعبدا شاغر والحكومة تملأ الفراغ مهما كان نوعها ومهما كان شكلها، والدستور كوجهة نظر الضحية الدائمة.
غداً المنشأ السوفياتي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها