play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٨ حزيران ٢٠٢٢ - 10:16

المصدر: صوت لبنان

التسمية بالأبيض

لفتني كلام نديم الجميّل الماروني وعاصم عراجي السنّي عن استشارات التكليف النيابية. ارتكب أكبر حزبين مسيحيين فاولاً تحت الزنار بعدم تسمية أي شخصية لتولي رئاسة الحكومة وكأن لا أحد في الطائفة يلبي المواصفات. عراجي قال ماذا لو بادل أهل السنّة الموقف ذاته في معرض انتخابات رئيس الجمهورية. والجميّل استغرب كيف قرر الحزبان الخروج طوعاً من الحياة السياسية وحصر الاهتمام برئاسة الجمهورية.
وعليه أقول:
إن عدم التسمية أو الاقتراع شفهياً بورقة بيضاء أو الحضور بالامتناع يعني اقتراعاً غير مجد في أصعب ظرف يمرّ به لبنان. أو يمكن أن يعني اقتراعاً تكتياً tactical voting لايصال نجيب ميقاتي رئيساً مكلفاً. في فرنسا، كان الاقتراع لماكرون لمنع وصول لو بن. وفي لبنان، كان الاقتراع بورقة بيضاء لضمان وصول نجيب ميقاتي. كنت أفضل تسمية نجيب ميقاتي بوضوح بحجة أنه الأنسب ولمنع الازدواجية بين رئيس حكومة تصريف أعمال ورئيس مكلف عاجز عن التأليف.
هذا يعني أن الحزبين المسيحيين اتفقا عن بعد على رئيس حكومة هو ذاته واستحيا من التصويت له مباشرة.
هذا قد يعني تصويتاً ذكياً، لكن بما أنه انكشف أمام كل الناس بل كشفه كل الناس، لم يبق سوى أن أصفه بال vote imbecile أو vote malin أو vote chantage أو vote en caoutchouc.
هذا يعني كما لو اعتبرنا أن لا لزوم للأطباء في المستشفيات، ولا نفع من الممرضات في المستوصفات، ولا خير من تدريس مادة القانون في جامعات الحقوق.
لو كان نظام ترشيح لرئاسة الحكومة، لقبلنا بال blank ballots شرط أن يكون مجموع المقترعين بورقة بيضاء أكثر من المقترعين لهذا المرشح أو ذاك، وشرط أن ينص القانون على أن الورقة البيضاء مرشح بين المرشحين، وفي حال فوزها يعاد فتح باب الترشيح ويمنع على كل من سقط أمام الورقة البيضاء اعادة ترشيحه مجدداً. حبذا لو… القانون في منغوليا ينص على انه اذا بلغت نسبة الاقتراع الابيض ١٠٪؜ ولم ينل أي من المرشحين الغالبية المطلقة، أعيد الانتخاب بمرشحين جدد. وفي كولومبيا والبيرو تبطل أكثرية الاوراق البيضاء الانتخابات ويعاد اجراؤها.
إنها الخسة تكبر عند البعض. إنه رئيس حكومة وليس مرشحاً على لائحة انتخابية ليدرج اسمه على سجل الزوار ويطلب البركة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها