الياس الزغبي

الأثنين ٢ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 11:49

المصدر: صوت لبنان

“الثنائي” والإخراج الإيراني

تتقاطع المعطيات السياسية الخارجية، بعد الداخلية، حول حقيقة ثابتة ووحيدة في الملف الرئاسي اللبناني، هي انكشاف العقبة الفعلية أمام انتخاب رئيس للجمهورية، ولا عقبة سواها ذات شأن.
إنها المعاندة المستمرة التي يواجه بها “الثنائي” كل مبادرة أو فكرة أو تسوية، سواء جاءت من طرف داخلي، أو من طرف خارجي، والإمعان في التمسك بمرشحه الوحيد الأوحد، بعد سقوط ورقتيه الأخيرتين اللتين كانتا تستران عورته السياسية: “حوار بري” و”مبادرة لو دريان”.
فبعد عودة باريس إلى كنف “اللجنة الخماسية” بالتزام “الخيار الثالث”، أحسّ “الثنائي” بأن غطاءه انحسر ومناورته انتهت، خصوصاً أن “أرنب” الحوار عاد إلى كمّ بري غير سالم.
ولم يعُد “حزب اللّه” يُخفي خيبته من خيمته الفرنسية، بل بات يوعز جهاراً إلى وسائله الإعلامية والمتحدثين باسمه أن يعلنوا انتهاء مقاربة لو دريان، وانقلاب باريس على “مبادرتها”.
ومع هذا الانكشاف الأخير لحقيقة التعطيل، وخلو أكمام “الممانعة” من الأرانب، لم يبقَ أمامها سوى المكابرة والمعاندة والدوران على نفسها، في انتظار آخر خشبة نجاة عبر المساومات التي انخرطت فيها طهران مع واشنطن من جهة، ومع الرياض من جهة أخرى، لعلّ ما تبيعه هناك وهنالك تشتري بثمنه هنا في لبنان.
غير أن رهان “الثنائي” على معادلة “رابح رابح” لمصلحة إيران، سواء في تنفيذ إجراءات اتفاق بكين، أو في تقدم مفاوضات الاتفاق النووي، لا ينطبق على واقع التنازلات الواقعية الإيرانية في أكثر من منطقة وملف، من اليمن والعراق إلى سوريا.
ولا يقع لبنان خارج منطق التنازل الإيراني، بدليل عدم نجاح المقايضات بين ملف وآخر، وفشل مبدأ المقايضة في الملف اللبناني الرئاسي.
ومن هنا، يجد “الثنائي” نفسه أمام حائط مسدود، وينتظر مخرجاً ما من إيران لإنقاذ ماء الوجه، على الأقل في مجالَين:
مسألة العقوبات التي قد تلجأ إليها “الخماسية”.
ومرحلة ما بعد الرئاسة، على مستوى الحكومة والتعيينات.
وهذا يعني التسليم راهناً بدور خيط الحرير القطري الذي ينسج “خياراً ثالثاً” بموافقة فرنسية، ورعاية أميركية، ومباركة سعودية، وبراغماتية إيرانية.
فليس ضرورياً أن يكون كل نسيج سياسي على طريقة حياكة السجاد العجمي، كي يكون متيناً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها