play icon pause icon

جورج يزبك

الثلاثاء ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 08:57

المصدر: صوت لبنان

الجيش كل ست سنوات

في عزّ أحداث غزة، ليس من السهل تهجير فلسطين من أرضها، ولو بدا من السهل تهجير الفلسطينيين من القطاع.
وفي عز أحداث الجنوب، أفتش عن الجيش فأرى عديده، ضباطاً ورتباء وجنوداً، موجودين وغير موجودين، بل أرى الجيش موجوداً وغير موجود، موجود بفعل عقيدته، وغير موجود لعدم وجود دولة، أو الأسوأ لوجود دولة عاجزة، أو الأخطر لوجود دولة ممنوعة من رعاية جيشها وحمايته. أرى في المقابل ح ز ب ا ل ل ه وقد فتح باب التطوع في صفوفه تحت شعار “على طريق القدس”، معيّراً الدولة والجيش والشعب بأنه الممثل الشرعي الوحيد للقوات المسلحة وبأنه ينوب عنهم، منفردين ومجتمعين، بالخدمة الإجبارية والمقاومة الوطنية.
أفتش عن الجيش فأراه كل ست سنوات مطروحاً لرئاسة الجمهورية، حيناً بتقديم أوراق اعتماد كما حال العماد اميل لحود، وحيناً بطلب مضمر كما حال العماد ميشال سليمان، وحيناً عن سابق تصميم وإصرار كما حال العماد ميشال عون، وحيناً بعدم ممانعة كما حال العماد جوزف عون. فؤاد شهاب كان على حق، فؤاد شهاب كان مختلفاً. رفض الرئاسة ثم قبل بها مرغماً، ورفض التمديد ولم يقبل به مضموناً، كي لا يصبح كل قائد جيش طامحاً للرئاسة، وكي لا يصبح كل رئيس طامعاً بالتمديد.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها