فرنسوا ضاهر

الأحد ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 09:20

المصدر: صوت لبنان

الحرب المحظورة

 

ما دام ثابتٌ أن عملية طوفان الاقصى قد إقتصرت على كونها عملية إرهابية نوعية ناجحة، من دون أن ترتقي الى مرتبة “الحرب التحريريّة” لأرض فلسطين وإزالة الكيان الصهيونى عن خريطة العالم، بفعل عدم توحّد الساحات وعدم توحّد القوى الممانعة للسير بها حتى النصر الكبير (كما قيل بالأمس).

فإنه يكون محظّراً على لبنان الدخول في “الحرب الردعيّة” التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة او المؤازرة فيها او المساندة لها، في ظل تبعثر القوى الممانعة (سوريا والعراق واليمن وإيران) وتشتّتها وعدم توافق وتضامن الفصائل الفلسطينية بالذات الممثّلة للشعب الفلسطيني وقضيته، حولها.

بحيث يُسأل الحزب الممانع والساسة اللبنانيون الذين يدورون في فلكه، لاعتبارات ذاتية بحتة، عن توريطهم لبنان في “الحرب الردعيّة” الجارية في قطاع غزة او في أية “حرب عبثيّة” او “حرب مواقع” قد تنطلق من الاراضي اللبنانية، مسؤولية كاملة ومطلقة تجاه الوطن والأمة جمعاء والتاريخ عن كل الدمار والمآسي البشرية التي سيتمّ إلحاقها بهذا البلد الجريح، لتُضاف الى أوضاعه المأساوية على كافة الصعد والقطاعات.

علماً أن السير بأي حرب عبثية او حرب مواقع او حرب مؤازرة للحرب الردعيّة الجارية في غزة، لن تقرّش ولن تجد مردوداً الاّ على مستوى توسيع نطاق سطوة الحزب وشركائه في الداخل اللبناني وترسيخ نفوذه السياسي وإستكمال وضع يده على المؤسسات الدستورية والإدارات العامة والقوى العسكرية في البلاد.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها