play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الأثنين ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 08:44

المصدر: صوت لبنان

الحرب بالواسطة

يقف لبنان الآن في مربع إسناد الحد الأدنى عسكرياً لحرب غزة، لا رجوع الى الوراء قبل وقف آلة الحرب الاسرائيلية، لكن ايضاً لا تقدّم الى الامام الا بظرفين متلازمين: بدء الهجوم البري وعجز حركة حماس عن المواجهة.
التطورات في غزة أثبتت التالي:
اولاً ان من يدير المعركة في القطاع وايضاً في جنوب لبنان ليست اسرائيل وحماس و ح ز ب   ا ل ل ه، بل أكثر الولايات المتحدة وايران بدليل انتقال الرئيس الاميركي شخصياً الى اسرائيل مسبوقاً بتمركز حاملتي طائرات في مياه المتوسط مع ما يعني ذلك من رسالة واضحة بأن واشنطن لن تسمح بخروج اسرائيل خاسرة من هذه المعركة من دون ان يعني ذلك السماح بنشوب حرب اقليمية، وبدليل ان ايران حركت آلتها العسكرية في العراق واليمن ضد اهداف اميركية.
ثانياً ان ح ز ب ا  ل ل ه مهتم أمنياً دون الانخراط عسكرياً بشكل فعلي من خلال قيام غرفة عمليات مشتركة بين الحزب وحماس تتزود بتقارير لوجستية من مهندس اجتياح المستوطنات محمد الضيف.
ويمكن اعتبار ان ح ز ب ا ل ل ه حاول في المرحلة الاولى من حرب غزة ان يواجه على طريقة proxy war معتمداً على كتائب القسام في القطاع والجهاد الاسلامي في الجنوب، ومحاولاً الاستعانة بفصائل سنيّة تعمل من لبنان مثل قوات الفجر والجماعة الاسلامية لتأمين غطاء سنّي لبناني يريح ح ز ب   ا لل ه وانتماءه. الا ان هذه الحرب بالواسطة لا يمكن ان تستمر طويلاً لافتقار المعادلة الى التوازن العسكري مع اسرائيل الذي لا يؤمنّه الا ح ز ب  ا ل ل ه، وهذا ما يفسر انخراط ح ز ب  ا ل ل ه اكثر واكثر في المعركة وتكبده خسائر غير قليلة في الارواح.
ثالثاً تعمل اسرائيل ايضاً على اعتماد نمط جديد في الحرب قائم على ضربات نوعية في جنوب لبنان مع ما تعنيه من رسائل بتوسيع نطاق عملياتها لتشمل مرافق الدولة، وعلى اعتماد العقوبات الاقتصادية والمعيشية ضد القطاع على طريقة العقوبات الاميركية التي تعطي مفعولها لكن بعد وقت غير قصير، ما يشي بأن المعركة طويلة وان نتيجتها اعادة الاعتبار لاسرائيل من دون التمكن من الغاء محور حماس وعرابيه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها