الحريري عالق بين محمدين

واضح أن عملية تأليف الحكومة لا تتم داخل الحدود بدليل التعريب والتدويل:
اولاً الرئيس المكلف طرق كل الأبواب العربية وأحياناً التركية وبخاصة الامارات ومصر، لثقل الاولى خليجياً والثانية سنياً.
ثانياً بقي الرئيس الحريري غير مرحب به في المملكة التي لم تفتح له أبوابها بعد، وما يزيد من مؤشرات التأزيم ولي العهد السعودي والرئيس الحريري لجوء الحريري وعائلته الى دولة الامارات التي يبدو أن شهر العسل قد انتهى بين الرجلين المعرّف عنهما دولياً ب MBZ و MBS أي محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات، ومحمد بن سلمان ولي عهد السعودية والحاكم الفعلي للمملكة. والخلافات بين الدولتين بدأت بانسحاب الامارات من الحرب في اليمن عام ٢٠١٩، واستعجال الامارات التطبيع مع سوريا قبل التشاور مع المملكة، وضغط السعودية لاعادة العلاقات مع قطر الى طبيعتها ما أزعج أبوظبي، وتبادل الامارات العلاقات مع اسرائيل ما أزعج الرياض، ولا ينتهي الخلاف بالموقف المتباين بين أبوظبي والرياض من مسألة انتاج النفط داخل أوبيك.
ثالثاً جرّب الرئيس المكلف حظه خارجياً واستقبله الرئيس الفرنسي في الاليزيه، ثم توسع باتجاه موسكو التي اعتبرته الرئيس المكلف من الكرملن لتأليف الحكومة في لبنان.
تبقى عاصمتان ناقصتان في أجندة الرئيس المكلف: واشنطن دولياً والرياض عربياً ومن دونهما يبقى التأليف متعذراً والاعتذار ممكناً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها