الياس الزغبي

الثلاثاء ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 10:46

المصدر: صوت لبنان

“الحزب” و”تيّاره” واتفاق الطائف قبول من فوق ورفض من تحت

أكد “ح-ز-ب ا-ل-لّ-ه” على لسان الشيخ نعيم قاسم نائب أمينه العام أنه يلتزم اتفاق الطائف ويدعو إلى تطبيقه ولا يسعى إلى نظام سياسي جديد.
ولئلّا يبقى هذا الكلام من باب ذرّ الرماد في العيون، على “الحزب” أن يتخذ الاجراءات الآتية:

  • تنفيذ البند الوارد في “الاتفاق” عن حل الميلشيات، والتخلّي عن ذريعة “المقاومة” للاحتفاظ به.
  • إلتزام السيادة الوطنية فلا يخرقها عبر الحدود السائبة للتهريب، والانخراط في حروب خارجية.
  • إسقاط ثلاثية “جيش وشعب ومقاومة” التي تُخفي مصادرة القرار الشرعي السيادي في الحرب والسلم.
  • تجاوز بدعة “الثلث المعطّل” في اتفاق الدوحة المناقض لاتفاق الطائف، والتي كانت ثمرة غزوتيه بالسلاح لبيروت والجبل.
  • وقف تواطئه المفتوح مع شريكه في “تفاهم شباط” ٢٠٠٦، “التيار العوني”، لضرب “الطائف”، سواء بالممارسة السياسية كما جرى في “عهد الحزب”، أو بتحريك “السرايا الأمنيّة” كما حصل أخيراً. خصوصاً أن ورقة “التفاهم” غيّبت كلياً، وعن عمد وقصد، كلّ ذكر أو إشارة إلى اتفاق الطائف وإلى الجيش اللبناني والقرارات الدولية الخاصة بلبنان. وكان تغييب الجيش فاقعاً في البند العاشر من الورقة والذي ينص على “صون السيادة والاستقلال”، وكأن هذه المهمة هي حكر على سلاح “حزب اللّه” باعتباره “وسيلة شريفة مقدّسة”، ولا علاقة للجيش الوطني بها.
  • وأخيراً، إن التزام اتفاق الطائف يوجب خروج ” ح-ز-ب ا-ل-لّ-ه” على بعض نصوص وثائقه السياسية التأسيسية الداعية إلى قيام “الجمهورية الإسلامية في لبنان”، وهي نصوص مثبتة في العقيدة والكتب والتصريحات، ولو سكت عنها إعلامياً في الآونة الأخيرة لاعتبارات إنتهازية أوجبتها مصالحه التكتيكية.
    ولا يخفى أن إعلان طرفَي “التفاهم” عن تحالفهما الاستراتيجي الدائم برغم الخلافات الفرعية، يعني، في أحد وجوهه، رفضهما المشترك لاتفاق الطائف لمصلحة “حلف الأقليات” الذي تقوده إيران وينخرط فيه النظام الفئوي المذهبي لبشار الأسد.
    ولم يكن حضور ممثلين عن “التيار العوني” مؤتمر اليونسكو في الذكرى ال٣٣ لتوقيع “الطائف”، سوى فولكلور سياسي وعراضة إعلامية لا يعبّران عن حقيقة موقفه الرافض. فكل ما أراده هذا الفريق هو تسلّق الطائف لبلوغ الرئاسة ومغانم السلطة، ثم العودة الآمنة إلى كنف “حزب اللّه” في الرفض الثنائي المستدام.
    وفي المحصّلة، لا تعني الكف الناعمة التي بسطها “ح-ز-ب ا-ل-لّ-ه” و”التيار العوني” نحو اتفاق الطائف سوى تعبير عن مأزقهما السياسي في هذه المرحلة الدقيقة، سواء في الملف الرئاسي المعقّد، أو في خلط الأوراق الإقليمية بما لا يلائمهما.
    فعلاقتهما باتفاق الطائف تختزلها هذه المعادلة:
    من فوق نعومة، ومن تحت خصومة.
    … ولكنّ أهل الازدواجية يسقطون غالباً في أفخاخهم!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها