“الحزب” يعترف بمسؤوليته عن الازمة…

ح-ز-ب ا-ل-ل-ه يمتهن المعارضة، وهي اسهل الطرق لممارسة الدور السياسي غير المسؤول، ولمواجهة الخصوم والمنافسين وكل من يتعارض معه سياسياً وعقائدياً، باعتباره اي ح-ز-ب ا-ل-ل-ه حزب عقائدي ديني ايضاَ…. وهو يريد ان يحاسب كافة القوى اللبنانية، في مختلف المفاصل والميادين، ويرفض ان يخضع للمحاسبة او ان يكون مسؤولاً عن اية قضية وطنية، مهما كانت باعتباره غير مسؤول..ولطالما حاول ح-ز-ب ا-ل-ل-ه ان يتنصل من مسؤوليته، متجاهلاً انه شريك في كافة الحكومات التي تشكلت منذ العام 2005، والى تاريخ اليوم.. وكما انه يتنكر الى ان حليفه الاساسي، زعيم حركة امل، نبيه بري، كان فاعلاً في تشكيل ورسم سياسات كافة الحكومات من عام 1992، الى عام 2005، بالتعاون والتنسيق والتناغم والطاعة لنظام الوصاية السوري الحاكم آنذاك وبتفاهم كامل مع ح-ز-ب ا-ل-ل-ه ..

لذلك كافة بيانات ح-ز-ب ا-ل-ل-ه والتيار الوطني تتحدث عن سياسات الحكومات المتعاقبة وكانهم كانوا غياب وغير شركاء.. وعندما يقال الحكومات منذ العام 1992، فهذا يعني ان ح-ز-ب ا-ل-ل-ه يدين نفسه من خلال ادانة شريكه وحليفه في التعطيل كما في الهيمنة والتسلط.. نبيه بري.. ومن بعد العام 2005.. التيار الوطني..

تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الاخير اطاح بكافة هذه المفاهيم والمصطلحات والعبارات والتصورات التي حاول ح-ز-ب ا-ل-ل-ه ان يزرعها في اذهان اللبنانيين منذ سنوات.. والتي تفيد بالتنصل من اية مسؤولية عما وصلت اليه البلاد من حالة الانهيار السياسي والمالي والاقتصادي والفلتان الامني.. وحتى لا نستعمل مصطلح الحصار الذي يستعمله ح-ز-ب ا-ل-ل-ه ، نقول الانكفاء العربي والدولي عن التعاون مع سلطة غير جديرة بالتعاون او حتى بمد يد المساعدة..

أكّد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، عندما قال: “نحن الشعب اللبناني أسيادُ هذا البلدْ ونحن الذين نرسمُ سياساتِهِ وفقَ مصالحِ أبنائنا وأجيالِنا المقبلةْ وليس وفقَ البرامجِ التي تعدُّها الغرفُ السوداء”..

اذا يمكن القول ان كافة السياسات التي مررنا بها وعشناها ونعيش تداعياتها ونتائجها الوخيمة سواء سياسية او اقتصادية او مواقف خارجية، انما كانت من نتاج اسياد البلد بمليشياتهم وسلاحهم وتصرفاتهم وممارساتهم واستعلائهم واستكبارهم، وخدمة مشروعهم الديني تحت عناوين سياسية ومصطلحات مموهة..

وسقطة محمد رعد لا تعتبر الاولى، فقد سبقه النائب السابق نواف الموسوي، عندما اشار بوضوح وعلناً وعلى شاشات التلفزيون الى ان بندقية المقاومة اي ح-ز-ب ا-ل-ل-ه وشركاه التي عطلت الاستحقاق الرئاسي لمدة سنتين ونصف حتى فرضت هذه البندقة انتخاب الرئيس الحالي ميشال عون..؟؟ وهذا العهد، رسم وصوله وسياساته ح-ز-ب ا-ل-ل-ه ..؟؟ وحينها اضطر محمد رعد الى الاعتذار عن كلام الموسوي في المجلس النيابي في بيانٍ صريح..

واليوم كلام محمد رعد، يوثق ما قاله نواف الموسوي، بان ما ما وصلنا اليه من حالٍ يرثى لها لا شك ان المنظومة الحاكمة برمتها تتحمل مسؤوليتها بالتضامن والتكافل.. وهذه المنظومة تتضمن في صفوفها وفي صلب تكوينها ميليشيا ح-ز-ب ا-ل-ل-ه .. فهو شريك في كل شيء.. باعتراف واضحٍ وصريح..؟؟ لان رسم السياسات يقود تنفيذها الى نتائج.. وهذه نتيجة هذه السياسات ندفع ثمنها اليوم.. في مختلف الميادين، المالية من انهيار للعملة اللبنانيةن وتضخم مالي وانسداد سياسي، ومن تهديدات امنية..وقد يكون القادم ثمناً اكثر كلفة وخطورة ..!!

جميل هذا الاعتراف بالمسؤولية…ولكن هل سوف نسمع تصحيح او اعتذار او تنصل او اتهام..؟؟؟؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها