play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٨ كانون الأول ٢٠٢١ - 09:20

المصدر: صوت لبنان

الدستوري، مجلس شغور

كتب المجلس الدستوري ورقة نعيه بنفسه، ووثيقة وفاته بخط يده. صحيح أن المجلس الدستوري ليس هابطاً من المريخ، ليس معزولاً عن بلد منقسم عامودياً بالسياسة، لكن على الأقل لو حيّد نفسه في جلسات المذاكرة السبع التي عقدها، ولو نسي كل عضو من سعى لتعيينه او لحشد انتخابه، لكان المجلس قد توصل الى قرار، مهما كان القرار. قاض واحد اسمه طارق البيطار بدا أقوى من عشرة قضاة بالانفراد والاتحاد، يؤلفون معاً أعلى سلطة قضائية في البلاد.
حاولت أن أبحث في أرشيف المجلس الدستوري الفرنسي، فوجدت مثلاً أن المجلس اصدر ستين قرارافي الاشهر الستة الاولى من العام ٢٠٢١، توزعت بين conformité و non conformité totale ou partielle و rejet و non lieu à statuer. لم أر حالة تعذر الحكم بالطعن لعدم انعقاد النصاب او لعدم توفر اكثرية في التصويت. في لبنان، هذا هو الطعن الاول امام المجلس الدستوري بعد اكتمال عقده، فاختلف الاعضاء عليه، ستة قضاة في جهة، وأربعة في جهة أخرى. وقبل هذا المجلس، فُقد حيناً النصاب بالسياسة، وصدر حيناً القرار بخلاف الحيثيات وعكسها. إنه مجلس دستوري لم يخرج أعضاؤه من عباءة السياسيين الذين سموهم. هو نوع من مجلس انماء واعمار ومجلس جنوب وصندوق مهجرين حيث تتوزع الولاءات ويختلط النفوذ السياسي بالمال النفعي. هو ليس مجلس لاحترام الدستور. هو مجلس قشور، هو مجلس شطور، هو مجلس مأجور، هو مجلس شغور.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها